رسالة اليوم

08/05/2024 - أنتَ ميِّتٌ

فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا، فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْل». (التكوين ٢٠: ٣)

كان رائجاً قبلَ آلاف السنين أن يتمَّ قتل الزَّوج ليتَّخذ رجلٌ آخر أرملته كزوجةٍ له. لهذا السَّبب، طلب إبراهيم من سارة مرَّتين أن تموّه حقيقةَ كونها امرأته وتخبر النَّاس بأنَّها أخته، الأمرُ الذي كان صحيحاً أيضاً (تكوين ١٢:٢٠). وفي الحالين لم يتمُّ أخذها، فقد حماها الله من هذا الذل. إنَّ الذين يُغلقون آذانهم عن سماع صوت الربِّ، يتيحون أنفسهم لعمل العدوِّ.

لقد علم أبو المؤمنين العبرانيّ بأنَّ العليَّ لن ينكر تعاونه معه. فسوف يحفظه الله من كلِّ شرِّ، ما دام يسير في حضرته بكمالٍ. لذا، بإمكانك وضع كامل ثقتك بالآبِ السَّماوي، لكن إن سمحتْ نصفكُ الآخر للشيطان بأخذها، فسوف تقع بقوَّة بإرادته. يجب على أبناء الله أن يكونوا يقظين ويصلّوا لكيلا يسقطوا في التَّجربة.

أرسل اللهُ إلى مصر ضرباتٍ عظيمة لفرعون وبيته، لأنَّه أخذ سارة لتكون زوجةً له (تكوين ١٧:١٢). وقبل أن يجتمعا معاً، عرف الربُّ كيف يؤدِّب من ظنَّ أنَّه ملك العالم. فاهرب من الزنا بكلِّ اشكاله. فكلُّ خطيَّة تفعلها هي خارجة عن الجسد، لكنَّ الزنا ينجِّس هيكل الله. هناك بعض التحذيرات الواضحة عن هذا الموضوع، كما نرى في (الأمثال ٥، ٦، ٧).

يحفظ العليُّ اليوم الزّيجات، ما دام الطرفان أمينَين مع بعضهما. لكنَّ الذي يسمح لنفسه أن يجرَّب من روح الشرِّ، وبالرَّغم من تحذيره نراه يسقط في الخطيَّة، يجب أن يستعدَّ للثَّمن الذي سيدفعه. يستطيع الزوجُ البريء أن يطلب الطلاق إذا كان يريد ذلك (متى ٩:١٩). فلا يوجد سبب منطقيٌّ يجعل أيَّ شخص غير مخلصٍ لنصفه الآخر، ثمَّ، يسبِّب هذا الأمر جراحاً تدوم مدى الحياة. إذن، كُن مخلصاً دوماً!

لقد ارتعد أبيمالك عندما أراه الله في حلمه ما ستكون عقوبته ما لم يتُب. ثمَّ فعل ذلك على الفور، وأقسم بأنَّه تصرَّف ببراءة. كم أضاع أناسٌ حياتهم في وقت مبكّر بسبب عدم إصغائهم إلى التحذيرات، واستمرّوا في خداع أنفسهم. كُن حذراً! فإنَّ العدوَّ الذي جعلك تخطئ سوف يتَّهمك نهاراً وليلاً إذا لم تتُب.

يسهلُ غفران الخطايا التي حدثت في أزمنةِ الجهل، ومع ذلك نرى مرارةً حقيقيَّة في حياة الذين تمَّ تحذيرهم، لكنَّهم أغمضوا عيونهم، فسيطر الشّيطانُ عليهم وارتكبوا الآثام. إن لم تُخبر شريكَ حياتك عن كلِّ شيء وتطلب منه السَّماح، فلن يغفر لك الربُّ الآن وبعد الموت (متى ٢٣:٥-٢٥). الربُّ قاضٍ عادل ولا يكذب أبداً بإخفاء خطايا أحدهم.

والآن، يرى الله الحكم قبل الدينونة الأخيرة للذين أخطأوا. فإذا لم تتُب فسوف تتبعك للحياة الأبديَّة. لماذا لا تتوب الآن ما دامت خطاياك ستُعلن فيما بعد، وسيعرفها الجميع؟ (لوقا ٢:١٢-٣).

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز