-
-
١٤ أَيْضًا يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ. يَكُونُونَ دِسَامًا وَخُضْرًا،١٥ لِيُخْبِرُوا بِأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقِيمٌ. صَخْرَتِي هُوَ وَلاَ ظُلْمَ فِيهِ. (المزامير 14:92-15)
كم عدد الأشخاص الذين يموتونَ قبلَ الشيخوخة؟ وكم عدد الذين لا يثمرون وهم مازالوا شباباً؟ لكن الذين يخدمون الرّب، لن يكونوا عبئاً على عائلاتهم في شيخوختهم، على العكس، يُمكنهم المساهمة في أعمالِ الخَير للمجتمع ولملكوت الله. فالشيوخ لديهم برَكة عظيمة تنتظرهم. ليُخبروا من خلال مسيرة حياتهم أنّ الرّب مُستقيمٌ.
فالرّب لا يُريد أنْ يموتَ البشر قبل سِنّ الشيخوخة. لكنه يُحذّر في أماكن مختلفة في الكتاب المقدّس، حولَ الأمور التي تُقصّر العُمر إنْ قبلناها، وإحدى هذه التحذيرات: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ (الخروج 12:20). وقياسيّاً، ذلك ينطبق أيضاً على الشّخص الذي قادنا إلى الكنيسة وإلى معرفة الإنجيل الذي يمثّل الأم أو الأب الرّوحي.
فوعدُ الرّب أنّ الأبرار يُثمرون في الشيبة. ومقارنة بذلك، هناكَ بعض الشّبابِ الأحداث لا يُثمرون شيئاً لملكوت الله. فيا لهُ من تناقضٍ عجيب! أشخاصٌ لا يثمرون شيئاً ويضعون مبرّرات لأخطائهم ولعدَم طاعتهم للتعاليم الإلهيّة، لكنّ الله عادلٌ ومجازٍ بكثرة.
فأولادُ الآب السّماويّ لن يُصبحوا مُشكلة للمجتمع ولعائلاتهم. حتّى إن كانُوا مسنّين جدّاً. لأنّهم يعلمون أنّه يجِب تنفيذ وصايا الرّب، وتقديم شهادة حسنة للجَميع وأن يكونوا "دِساماً" في الإيمان. لأنّهم يلتزمون تماماً بطاعة مشيئة الرّب.
فمَن لديه مخافة الرّب لا يسمح أنْ تَفتر حماسته لأجل الحقّ، بل يُشرق بالإيمان. والحديثُ معه يسرّ القلب. فهؤلاء الأخوة يعلنون إيمانهم بالكلام وبالأعمال. ويؤكّدون من خلالِ أفعالهم أنّ إلهنا مُستقيم، ولا ظُلمَ فيه.
وعندما أدرَك كاتب المزامير هذا، اتّخَذَ قراره وأعلن أنّ قدّوسَ إسرائيل هو صخرته. كانَ داود ثابتاً بالرّب، وهذا هو السرّ لكي نعيش أياماً كثيرة، وحتّى آخر لحظة، دون أنْ ننسى تنفيذ مشيئة خالقنا وإرادته.
يجِب أن يكون الرّب صخرتنا دوماً. (المزامير 2:18). فإنْ كُنتَ تعرِف أحداً كانَ يخدم الرّب ومع ذلك أيامَه الأخيرة كانَت عسيرة. فلا تُحاول أنْ تلومَ الله، لأنّه لا ظُلمَ فيه.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز