-
-
فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا. وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ. (مرقس6: 12-13)
التَّوبة هي الخطوةُ الأولى لحياةٍ روحيّةٍ منتصرة. لا أحدَ يستطيع أن يتبعَ يسوع أو يدخل السَّماء بدون هذه العطية الرائعة. يبدأ سقوط الشَّخص عندما يغريه الجحيم، وسوف يسقط في أيدي العدوِّ إذا وقع في التَّجربة. لذلك عليه أن يلجأ إلى الله كي يتحرَّر من السِّجن الرُّوحي الذي قيَّده. التَّوبة تعني أن تترك كلَّ شيءٍ خلفك لكي تُطيع كلمة الربِّ.
يبدو للوهلة الاولى أنَّ يسوع أُصيبَ بالإحباط في النَّاصرة عندما لم يقبله النَّاس الذين عرفوه منذ صباه كابنٍ لله. تساءَلوا فيما بينهم لماذا تلك العجائب التي سمعوها والمتعلّقة بيسوع مستمرَّة. عندما رفضوه لم يسمحْ لنفسهِ أن يُحمَل بالتشاؤم، لكنَّه بدلاً من ذلك شفى بعضَ النّاس بوضعِ الأيدي عليهم، ثم خرج إلى القرى المحيطة للقيام بالعملِ هناك. بعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ أرسلَ تلاميذه ليقوموا بالعملِ أيضاً من خلالِ منحِهم السُّلطان على كلِّ الأرواح الشِّريرة. بتفسيرِ ما حدثَ ليسوع يُصبح ذلك حقيقة في حياتِنا، فليس هناك أيَّ سببٍ على الإطلاق يؤدي بنا إلى الإحباطِ. ورغم الإجابات السَّاخرة من معاصريه قرَّر الربُّ أن يفعل أكثر من ذلك لملكوتِ الله. علينا أن نتصرَّف بالمثل عندما نواجه أيّ مقاومة.
بدون السُّلطان المُعطى لنا على الشَّياطين لن ينجحَ أحدٌ في إتمام العملِ الحقيقي للهِ أبينا. فالذين يخدمون الله بحاجةٍ إلى سلطةٍ لتحرير المَظلومين. قال الربُّ يسوع نفسُه أنَّه قد مُسِح ليُطلق أسرى الظلام أحراراً. بأيَّةِ حالٍ لا يبقى النّاس في الخطيئة عن طريقِ الصُّدفة. يأتي الإغراء أولاً، وبمجرَّد أن يستوطن في القلبِ، يأتي الشَّغف والهاجِسُ وأخيراً الاستحواذ.
تعلَّم التلاميذُ الذين كانوا مع يسوع أنَّ الخطوة الأولى التي يجبُ اِتخاذها من أجلِ خلاصٍ حقيقيٍّ هي التّوبة التي تعني التحوُّل إلى الله. لن يتمكّن أحدٌ من نوال الخلاص ما لم يترك الخطيئة خلفَه، الإستياء؛ الأذيّة؛ الكراهية وشرورُ الخِيانة الأخرى. ولكن هذا مُمكنٌ فقط عندَ وضعِ كلمة الله موضع التَّنفيذ. سيحتفظُ الشَّيطان بالذين تحتَ سيطرته والذين ينتمون إليه ما لم يستخدموا السُّلطة التي مُنِحت لهم لخدمة الربِّ بنفسِ الطريقة التي فعلها يسوعُ في أيّامِه.
مكتوب أنَّ هؤلاء الرِّجال قد طردوا الكثيرَ من الشَّياطين، علامةً على أنَّ ملكوت الله قد أقبلَ على ذلك الشَّعب. ذاتُ الشَّيء يحدثُ اليومَ: عندما يصلُ ملكوت الله إلى شخصٍ أو أسرةٍ أو مجتمعٍ، يجب أن تختفي تلك الأرواح الشِّريرة التي اعتادت على قمعِ هؤلاء النّاس. عندما لا يحدثُ ذلك فهذا يعني أنَّ عملَ الله العليّ لم يتمَّ القيام بهِ.
قامَ تلاميذُ يسوع أيضًا بمسحِ الشّعب بالزَّيت، فشفوا المرضى، بما أنَّ الرُّوح القدس لم يُعطى بعد استخدموا الزَّيت الطبيعي بدلاً من ذلك. أمَّا في خدمتنا فنحنُ نمنح مسحة الله لجميع الذين يسمعوننا ونشفيهم باسمِ الربّ.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز