-
-
حَافِظُ الْوَصِيَّةِ حَافِظٌ نَفْسَهُ، وَالْمُتَهَاوِنُ بِطُرُقِهِ يَمُوتُ. (أمثال16:19)
أن تزدري دعوتك كمن يجعل نفسَه عرضةً لهجمات العدوِّ وكلُّ من لا يحبُّ الربَّ يسوع سيهلك (كورنثوس 16: 22). وكلمة "أحبّ" في هذا السِّياق تعني "الاحتفاظ والتّسليم والحماية من اِعتداءات الشَّيطان". الآن حقيقة إنجاز ما أعطيَ لكَ كرسالةٍ يجعل العليَّ يعمل نيابة عنك بينما إحتقار الوصايا يمنع قوَّته الإلهيّة من العملِ.
يُظهرُ لك اللهُ العديدَ من الطّرق لكي لا تقعَ في التَّجربة، وكلُّ ذلك إنعكاسٌ لِما هو مكتوب في الكلمة المقدَّسة. لذلك، فإنّ ازدراء الكلمة يشبه حفر ثقبٍ في جدارٍ ناريّ، وهو الذي يحميك من كلّ الشُّرور. إنّ طرق الربِّ لن يطالها الشِّريرُ أبداً لأنَّ العليَّ مهيمنٌ عليها. لهذا الذين يسيرون في طرق الربِّ يخوضون لحظاتٍ حرجة لكنّ رؤوسهم مرفوعةً وهم منتصرون في كلِّ المعاركِ.
في الحقيقة، السِّر هو بعدم إزدراء أيٍّ من الإعلانات الممنوحةِ لك أبداً. لأَّن هذه الإعلانات لديها القدرة على إحياء روحِك من خلال تمكينك بالوسائل الّلازمة للفوز دائماً. أولئك الذين يحفظون الوصايا لن يعانوا من أيِّ ضررٍ لأنَّ القوّة التي تضمن لهم النَّصر تأتي من خلال الكلمة المكتوبة.
إضافة لذلك ستُبقيك القداسةُ نقيّاً وبعيداً عن الفخاخِ التي ينصبها الجحيمُ لكي تصبح هدفاً له. حسنًا، لا يبدو أنَّ أيّ إغراء مهما كان جذاباً يمكن أن يكون مفيدًا لأيِّ شخصٍ يسقط بسببهِ؛ على العكس تماماً، إنّه المرحلة الأخيرة من مشروعٍ أعدَّه العدوُّ لتجريد الشَّخص من البركة. يستخدم الشَّيطان عددًا لا يُحصى من أرواحِ الشَّر في تجربةٍ واحدة تبدو غير ذاتِ أهمية؛ ولكنَّها ليست كذلك.
كذلك تجعلُ العشورُ والتّقدمة حياةَ المسيحيين مباركة ومزدهرة دائماً. كثيرون ليسوا على علمٍ بذلك وهم يتَّخذون بوعيٍ قرارَ قضاءِ بعض الوقتِ دون تقديم العطايا ودون دفع العُشر من دخلِهم إلى الربِّ. عندما يفعلون ذلك يشعرُ الشَّيطان بالرِّضا لأنَّه مكتوب أنَّ الذين يفشلون في القيام بواجبهم عندما يتعلق الأمرُ بالعشور والتقدمة هم تحت لعنةٍ (ملاخي 3: 9). وبعبارة أخرى، إنَّهم يمنحون الشَّيطان ثغرةً مجانية ليعملَ ضدَّ حياتِهم.
من ناحيةٍ أخرى فإنَّ الطريق نحوَ محبة الله وطاعته لوصاياه سوف يحوِّلك إلى شخصٍ قويٍّ ومحبٍّ تماماً مثل الربّ نفسه. فالذين يُحِبّون يُحَبَّون أيضاً. لن تبتعدَ النِّعمة والصَّلاح الإلهي عنهم أبداً. ومع ذلك فإنَّ الذين يحتقرون ما أُمروا بهِ سيحتقرهم الله القديرُ. علاوةً على ذلك، ليسوا قلّة هم الذين يجدون أنفسَهم في هذا الموقف، والأسوأ هو أنَّ البعض منهم يلومون العليَّ على مشاكلهم.
أولئك الذين يتبعون الإرشاد الإلهي لن يتعثَّروا أبداً. لن يُعطي الله وصيةً لإلحاق الأذى بأيِّ شخص أو لفعلها بدافع الإستبداد. على العكس تماماً، فإنّ فرائضَه تساعدنا وتجعلنا نشعر بفرحٍ حقيقيٍّ.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز