-
-
"فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ، وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ، أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ." (إشعياء 10:54)
إنَّ الأعمال التي أعدَّها الربُّ لأولاده ستكون عجيبة، وستجلب الخزيَّ لأقوى العقائد الدينية. ولن يكون هناك أي تعليم خارج كلمة الله قادراً على تحمُّل شدَّة دينونة القدير. ربَّما يكونون قد خُلقوا بنوايا حسنة، لكنَّ حقيقة أنهم لم ينشأوا في الربِّ ستجعلهم ينهارون أمام حقيقة محكمة المسيح.
إنَّ الرجال الصالحون في مختلف أنحاء العالم يصنعون المبادئ. بعض هذه المبادئ لها مظهر جيّد، وقد يكون البعض الآخر منها نافع عندما يتعلَّق الأمر بالأمور العلمانية. لكن مبادئ كتلك ستنهار أمام عظمة إلهنا الذي سيأتي ليدين كلَّ الأشياء. فلن يثبت كلُّ ما صُنع من قبل الإنسان في يوم استعلان كل الأشياء.
لكن هناك أمرُ محتوم: لن تفارقنا رحمة الله. وهذا هو الضمان بأنَّنا سنجتاز الدينونة مرفوعيّ الرؤوس. إنَّ حقيقة قبولنا ليسوع كمخلِّصٍ قد خلَّصتنا من الخطية. بالإضافة إلى ذلك، الولادة الجديدة هي الضمان بأنَّ لطف الربِّ سيرافقنا في كلِّ لحظة من حياتنا، وسيدوم معنا لحين دخولنا إلى الملكوت الأبديّ.
الشيء الجيد هو أنَّ الخلاص الذي حقَّقه يسوع بكلِّ وعوده وبركاته لن يتغيَّر أبداً. وسيتمّم القدير جميع وعوده للذين يطيعونه ويحترمون قراراته. فإنَّ قرارات الربِّ ليست فقط جيدة بالنسبة لنا خلال وجودنا هنا، ولكن ستبقى أيضاً معنا إلى يوم الحساب.
ليس على المؤمن الخوف من اليوم العظيم، فجميع الأمور التي يعلنها الله ستتحقق؛ وأيضاً، هو يكرم ما تنطقه شفتاه. فقد قال الآب السماويّ: إنَّ الذين يحفظون كلامه لن يروا الموت إلى الأبد (يوحنا 51:8). لذلك، ابتهج وكن هادئاً وواثقاً فيما وعد به الربُّ. فستتم جميع الكلمات الصالحة التي نطقها فادينا لا محالة.
إن لم يكن هناك إعلان آخر في الكتاب المقدَّس يؤكد لنا على أمانة الربِّ فأنَّ هذه الآية كافية لإفشال محاولات العدوِّ لإحباطنا. لكنَّنا واثقون بأنّ يسوع أمين ليكرم ويتمِّم ما وعد به؛ حتى وإن زال كلّ شيء فكلامه لا يزول أبداً. لذلك، ليس لديَّ أدنى شك بأنَّ ما قاله سوف يتمّ.
كن ثابتاً في المطالبة بامتيازاتك في المسيح، لأنَّه ليس بحاجة لانتظار اليوم العظيم كي ينفِّذ ما وعد بفعله لكَ ومن خلالك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز