-
-
"فَقَالَ الرَّبُّ لِي: لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ، لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ." (أرميا 7:1)
نحن نشعر بالكثير من الأحيان مثل إرميا الذي قد وكَّله الربُّ لنشر كلمته، لكنَّه شعر أنَّه لم يكن مؤهَّلاً لمستوى التحدّي في تلك الدعوة. ما من خطأ في الاعتراف للربِّ بشعورك بالعجز عن إتمام ما قد قيل لك، لكن في ذات الوقت من الضروريّ أن تُريه أنَّك ستطيعه إذا كان إلى جانبك ومنحك الإمكانات اللازمة.
في حال إرميا، لم يكن عذره مقبولاً. في الحقيقة، لن يقبل الربُّ أعذارنا لأنَّه عندما يدعينا للقيام بعمل محدَّد يعلم ما نحتاج إليه وسيجهّزنا لمثل هذه المهمة. كلُّ ما علينا فعله هو الإيمان وطلب الإرشاد من خلال كلمته والقيام بالعمل. إنَّ الله لن يرسل أحداً بلا تزويده بالأدوات المطلوبة.
إنَّ الطاعة والإيمان فيما يقوله الربُّ عنك من خلال الكلمة هما الشيئان الصحيحان لفعلهما. لقد طلب الربُّ من أرميا أن لا يرى نفسه كأنَّه من خارج لأنَّ الدعوة الإلهيَّة ستحوّله إلى الرجل المرسَل من الله. لا يهمّ إن كان الشخص الذي تمَّت دعوته رجل أو امرأة، فقير أو غنيٌّ أميٌّ أو طبيبٌ، لأنَّ المهمة التي أوكلت لهم ستجعل منهم شخصاً مميزاً. سيعلِّمهم الخالق بنفسه ما يجب أن يتكلَّموا ويفعلوا. أولئك الذين يتبعون الإرشاد الإلهيّ لن يتعثروا أو يندموا.
إنَّ وضع الأعذار هو الخطأ الذي يقترفه الآخرون بدلاً من البدء بالعمل. لم يفشل الربُّ بقراراته مطلقاً، وإنَّ دعوتك هي قرارٌ متَّخذّ من قبل الله الأبديّ الذي وكلَّك على إنجاز خطَّته الرائعة. فهو يحتاج تحديداً لشخص مثلك لذاك العمل، مما يعني أنَّك مُعدٌّ لفعله؛ فلا يمكن إتمامه من قبل أحد آخر.
دع الربَّ يُسرُّ بقرارك، واذهب إلى حيثما يرسلك. لا تتفاوض معه قائلاً أنَّ المكان الذي قد عيِّن لك فقير جداً أو خطر، أو أنَّ الناس هناك ملحدون أو متعلِّمون أكثر منك. إنَّ المرسل من الله متحصِّن بقوة المطرقة - كلمة الله – التي تحطِّم الصخر إلى أجزاء (أرميا 29:23). وبالتأكيد ستنجح إن كنت مطيعاً للمعلِّم.
هناك أمر ضروريّ آخر هو أن تكون خادم حقيقيّاً ومطيعاً لتفعل وتتكلَّم بما قد أُوصيت به. لا يحب الله الشخص الخجول والجبان؛ فهو يستطيع فقط استخدام الأمناء. لا يهمّ مدى صعوبة التحدّي، فهو ما زال يدخل الأتون المحمَّى لسبعة أضعاف وينقذ الذين يفعلون مشيئته.
لقد طُلب منَّا أن نبشِّر بالإنجيل. فقد قال يسوع أنَّ على كلِّ الذين آمنوا به الذهاب إلى العالم أجمع والكرازة بالإنجيل للخليقة كلِّها (مرقس 15:16). إن لم تُطع الربَّ بعد، اتَّخذ الآن هذا القرار. يستطيع الربُّ أن يبارك ويحمي فقط الذين ليس لهم لوم في أنفسهم.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز