-
-
"لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اُكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ." (أمثال 3:3)
إنَّ احتقار كلُّ ما حققته في الربِّ غالباً قد يكون أمرٌ لا يُغتفَر، لكن عندما ينسكب لطف العليّ على حياتك تنال كلَّ ما تحتاج إليه للهروب من الدينونة. وبواسطة الإيمان بما فعله يسوع يمكنك اعتبار نفسك مبرَّراً بالكامل. لكن، الذي يحتقر النّعمة التي لبسها لن يكون قادراً على الوقوف ونَيل مكانته في الملكوت.
إنَّ الله يقبلك كما أنت، لكنَّ النّعمة الإلهيَّة ستقوم بكلِّ ما يلزم لتحويلك إلى الشخص المبارك الذي يريده الربُّ. ولغاية تلك النّهاية، عليك الوثوق بما سيريك الله من خلال كلمته لدعم حياتك. لا تخف من الإيمان بما يُفهمك القدير إياه. إنَّ الذين توصَّلوا إلى عمل الله هذا هم أحرارٌ من كلِّ ما يمكنه إبقائهم في شباك الخطيَّة.
إنَّ أمانة الله هي فضيلة أخرى ستساعدك في أوقات الضَّعف، والتي بفضلها لن يستطيع العدوُّ أذيَّتك حتّى لو سخَّر كامل قدراته بكلِّ غضبٍ ضدَّ حياتك. إنَّ العطايا الإلهيَّة غير قابلة للتّغيُّر، فستنال الدعم في جميع حروبك من خلال الإيمان بأنَّ كلّ ما حدث هو لخيرك. لا يمكن لأيِّ أمر في السماء أو في الجحيم تعطيل ما سبق وأعدَّ الربُّ من أجلك. بالإضافة إلى ذلك، لا شيء يستطيع فصلنا عن محبَّة العليّ (رومية 35:8-39).
إنَّ الصِّفتين الإلهيَّتين المذكورتين في النَّص الكتابيّ هامَّتان للغاية. تُوصينا كلمة الله أن نتقلَّدهما حول عنقنا وبالتالي لن يقدر أيُّ أحد نزعها منَّا فنُصبِح حينها خدَّام المسيح غير المؤهَّلين. نستطيع بفضلهما رفع رؤوسنا عالياً والسّير وكأنَّنا لم ننفصل قط عن الخالق. لن يختبر أيضاً جميع الذين ارتكبوا أسوأ الآثام الدينونة إذا آمنوا هو أو هي بالرَّحمة والأمانة الإلهيَّة.
إذاً، احفظ في قلبك، وبكلِّ إيمانٍ، أنَّك مُنحتَ رحمة الربِّ وأمانته، وأيضاً كلَّ ما فهمته من هذا العمل الإلهيّ. كذلك، عندما تطلب أمراً ما لن تتأثر بالعدوَّ الذي سيحاول، بلا شكٍ، جعلك تؤمن بأكاذيبه، مانعاً إيَّاك من المطالبة بامتيازاتك.
سوف يتغيَّر حالك تماماً عندما تفهم أنَّ ما أعدَّه القدير لك لن يتمَّ إلغاؤه. وستنال دائماً النّعمة والفهم من قبل الناس والربِّ بشكلٍّ خاص. وسيكون الناس مسرورين بعشرتك، والأفضل من ذلك، سيكون الربُّ بذاته مسروراً بوجودك أمامه. لذلك، كن شجاعاً وآمن بالحقِّ.
لماذا لا تستفيد من الإمكانات الهائلة الموضوعة تحت تصرّفك؟ إنَّ الربَّ بنفسه يعرض عليك أن يحارب عنك. لذلك، آمن واسترح وسط نضالاتك العقيمة، لأنَّك مع العليّ لن تخسر في حربك أبداً، فالنّصر محتَّم.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز