-
-
"لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفٍ بَاغِتٍ، وَلاَ مِنْ خَرَابِ الأَشْرَارِ إِذَا جَاءَ. لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ مُعْتَمَدَكَ، وَيَصُونُ رِجْلَكَ مِنْ أَنْ تُؤْخَذَ." (أمثال 25:3-26)
إنَّ الشرِّير يعرف يقيناً ما يجب فعله ليسوق شخصاً ما بعيداً عن حضور الربِّ؛ ففي لحظة لا يتوقَّعونها، يجلب الشيطان أخباراً غير سارَّة؛ وبالتَّالي، يبدؤون باليأس والخوف. قد تتعلق هذه الأخبار بمرض خطير أو تهديد طلاق أو مؤامرة ما أو افتراء أو تشويه للسّمعة أو الخجل أو إهانةٍ؛ وعند حدوث ذلك، يملك الخوف على قلوب غير الراسخين في "الكلمة".
يعرف الشيطان أنَّه من الصعب على شخصٍ ما الثبات في الصخرة، يسوع، في حال خوفهم من أيِّ هجمة شيطانية، بلا وعيٍ، يكون موقف أولئك الذين يسمحون لأنفسهم الاستسلام للخوف هو علامة على هزيمتهم. الآن، لقد أُوصِينا أن نسلك بالإيمان، لا بالعيان (2 كورنثوس 7:5)! من أجل ذلك، إنَّ ما يحصل ضدَّنا ليس بالأمر الهام؛ لذا نحن نحتاج دائماً لنتذكَّر، في كلِّ شيء، أنَّنا أعظم من منتصرين (رومية 37:8).
حتَّى في حال التعرّض للدَّمار، إما بسبب حادثٍ أو خسارة عمل أو هجر الزوج أو خيانة صديقٍ، يجب ألا تدع الخوف يتسلَّل إلى نفسك. إنَّ الربَّ لن يتخلَّى عنَّا إذا ما وعدنا بذلك، ولن يتركنا، فما الهدف من الخوف؟ إذا واجهت بعض الصعاب خلال رحلة حياتك، آمن أنَّه لن يضرّك أيُّ شرٍّ؛ حينئذٍ، تستطيع باسم الرب يسوع إبطال جميع الهجمات الشيطانيَّة.
إنَّ الخوف هو بوابة مفتوحة عاليَّة وواسعة تسمح للشّيطان من خلالها بالتَّسلّل لحياتك ووضع نهاية لعملك. الإيمان هو المضاد الوحيد لذاك الشعور. لكن، جزءٌ من كون الخوف شعور، هو أيضاً روح شريرة لم تُعطَ لنا من قبل الآب. لذلك، يا أخي، بالتَّأكيد عليك أن ترفض كلَّ عروض الشّيطان. لا تفشل في ما خطَّطه يسوع لتكون عليه بموته في الجلجثة: منتصرٌ في جميع الحالات.
يدعوك الله لعدم الخوف من أيِّ من هذين الاعتداءين الشّيطانيّين: خَوْفٍ بَاغِتٍ، وَلاَ مِنْ خَرَابِ الأَشْرَارِ إِذَا جَاءَ. لا نستطيع التَّفكير بخلاف ذلك إذا أعطانا الله هذه التحذيرات. إنَّ السرَّ يكمن في شركتنا مع المسيح، وعدم الانسياق وراء الأكاذيب الشرّيرة. إن منحتَ حيّزاً لأقاويل الشيطان الفارغة للنيل منك، إذاً، إنَّه الوقت المناسب لتتوب وتعترف للربِّ بإثمك، وأن تنهض لتنال نصرتك!
أنت فقط من يستطيع اتِّخاذ هذا القرار. سيكون الله رجاءك، شريطة ألا تخاف. لكن إذا سمحت للخوف بالتسلّل إلى قلبك، لن يقدر الله حينها أن يكون ما هو عليه بالنسبة لأولاده. لقد قال: "أنا إلهك!" هذا يكفي! لسنا بحاجة لسماع المزيد من ذلك كي نصبح منتصرين. وهو ما يزال يؤكِّد لنا أنَّه سيمنحنا كلَّ ما نطلبه باسم يسوع.
ينبغي أن لا تدع الخوف أن يتملَّك على قلبك، لأنَّك وإن دنوت من أحد فخاخ الشّيطان، سيصون الربُّ رجلك من أن تُؤخَذ. لذلك، كن راسخاً ولا تخف من هجمات الشرّير.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز