-
-
"اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي." (أمثال 5:4)
إنَّ البحث عن الحكمة والفهم السماويّ هو أكثر الأمور المباركة التي قد ينالها المرء من قبل الربِّ. يوصينا الرّوح القدس لاقتناء الحكمة والفهم أيضاً. فيجب أن تكون هاتان الصّفتان ظاهرتين في حياة جميع المدعوّين أولاداً لله كي لا يجلبوا العار للعليِّ في أيِّ معركة. عليك أن تثق أنَّه سيريك دائماً الطريق الأمثل للمضيّ.
إنَّ الحكمة والفهم صفتان سماويَّتان نجتاز بهما الحياة كما لو لم يكن هناك شرٌّ على الأرض، آخذين بعين الاعتبار أنَّنا سنهزم بهما هجمات العدوِّ دائماً. كن واثقاً أنَّ الشيطان سيفعل كلَّ ما بوسعه محاولاً منعك من الذهاب إلى السماء. لكن، إن بقيت راسخاً في الكلمة المباركة ستصبح حكيماً وذكياً كفايةً، ولن تَضلَّ أبداً.
يجرِّبنا الشرّير بطرقٍ متنوِّعة؛ فإنَّ هدفه الرئيسيّ هو إبعادنا عن الطرق الإلهيَّة، وبالتَّالي، يجعلنا نرافقه نحو الموت الأبديّ. يجعل الشيطان بعض الناس يشتهون غنى الآخرين؛ وقد يوجِّه أعين البعض الآخر نحو شخص ساحر ومخادع. ومع ذلك، سيستخدم الذين يخافون الله كلَّ ما يلزم للتغلّب على تلك المغريات، وبالنهاية سينجون من كلِّ غدرٍ قد أعدَّه الشيطان ليوقع بهم.
ينبغي أن تسعى لربح الحكمة والفهم السماويّ، لأنَّك إن لم تفعل هذا ستفقد ثباتك عند وقوعك في تجربة ما، وستسقط في أكاذيب العدوِّ. إذا أخطأت، سيكون عليك دفع حسابك فقط، و سيدفع حسابه أيضاً من يخطئ بحقِّك، لكن إن لم تصلحا الأمر، سيضلُّ كلاكما إلى الأبد. لذلك، ما دام هناك وقت، يجب أن تهرب من فخاخ العدوِّ!
عليك أن لا تحتقر ما يقوله الربُّ لك، معتبراً أنَّ كلمته هي الحكمة الأصدق. يسعى الرجل الذكيّ للامتلاء من هاتين الصّفتين الرائعتين الممنوحتين مجاناً من قبل العليّ لجميع الذين يفعلون مشيئته. ستتحقّق جميع وعود القدير لك، ولهذا ستنجو من مخطَّطات خصمك ضدَّ سعادتك.
من السيئ نسيان ما قد أُعلِن لك، لأنَّه ما من جهل ولا حكمة ولا قوة قادرة على هزم تعاليم الله. يهدف ما قيل لك من قبل الربِّ إلى جعلك تتغلَّب على جميع معاركك اليوميَّة؛ لكن، عليك تتميم الخطة الإلهيَّة المتعلِّقة بك، ولا يجب أن يكون لديك أيّ لوم في حياتك. إنَّ إرشادات العليّ هي أعظم بركة قد ينالها المرء!
يا أخي، يجب أن تتمسَّك بجميع الإعلانات التي أُعطِيت لك لأنَّ الربَّ لا يقول لك أيَّ أمر إن لم يكن في غاية الأهميَّة بالنسبة لقداستك، وللنّمو الجيّد لمهمّتك، وإن أخذت كلامه على محمل الجد، فإنَّه سيجعلك تتصرَّف كما كان المسيح ليفعل لو كان في مكانك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز