"وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ." (كولوسي 15:3)

يبحث العالم عن السَّلام الذي لا يعني شيئاً لخدَّام الله، فالسَّلام الذي نملك يفوق ما يمكن أن يقدِّم في سبيله الناس كلَّ شيء. تصل الأمم إلى درجة إنفاق مبالغ طائلة من المال للبحث عن حلٍّ للمشاكل البشريَّة، لكن حتَّى مع كلِّ ذاك الجهد لا يجدون سلاماً على الإطلاق.

أولئك الذين لم يفهموا كلمة الله حتَّى الآن يملكون شيئاً كالبرقع على وجوههم يمنعهم من رؤية الحقيقة. نحن لسنا بحاجة للخلاف مع أولئك الضَّالين، الذين يستخدمون التقنيَّات الدبلوماسيَّة الأكثر تطوراً لأن مجال عملنا هو الروحي. لن تنجح أفعال الدبلوماسيين الذين يستحقون الثناء بسبب جهودهم.

لقد جُرِّبت جميع أنواع الأعمال الإنسانيَّة للقضاء على الشرِّ منذ اللحظة التي ظهر فيها الناس على وجه الأرض؛ لكن، لم ولن تنجح واحدة منها – لأنَّ السلام الإلهيّ وحده قادر على حلِّ جميع مشكلاتنا. إنَّه يفوق كلَّ ما يمكن للمرء أن يتمنَّاه؛ بالمناسبة، إنَّه نفس السلام الذي يملكه الربُّ. وكما منحنا سلامه، أظهر لنا أنه لا حاجة لنا لمواصلة البحث عن حلٍّ للقضايا الإنسانيَّة. من الجيِّد السماح لروح الله بالتملُّك على نفوسنا.

لقد دُعينَا كي نتمتَّع بسلام الله في جسد واحد.

لذلك، واضح أنَّه لا أحد سيناله في حياته إن لم يكن عضواً في جسد المسيح. أولئك الذين يرتادون الكنيسة فقط بسبب حبِّهم لسماع المواعظ وإنشاد التسابيح والمشاركة في جميع الأنشطة الكنسيَّة – لكن لم يتوبوا بعد، لن يكونوا قادرين على التمتُّع بسلام الربِّ. والآن، إنَّ الذين ينتمون لجسد المسيح مملوئين به في طبيعة الحال.

من المهمِّ أن تدع ذاك السَّلام أن يملك على قلبك، فبهذه الطريقة لن تخشى شيئاً. أستطيع القول أنَّ البعض من أولاد الله لم يسمحوا للسَّلام بالتملُّك عليهم، ولهذا السبب يستمر قلبهم باليأس. والذين لا يملكون سلام الربِّ كقاضٍ على قلوبهم لا يعلمون من يخدمون حقاً.

لقد تمّت توصيتنا أن نكون شاكرين، لذلك، إذا فعلنا ما أُمرنا به سوف نرضي الآب دائماً. لكن، لا يجب أن يكون فعل الشكر هذا مزيفاً. فأولئك الذين يتمتَّعون بسلام الله لكنَّهم يتظاهرون بالشكر له – لن يكونوا مقبولين، تذكَّر، يبغض العليُّ الأكاذيب.

ماذا يجب أن نفعل أيضاً كي نرضي الربَّ ونعيش بشكلٍّ جيِّد؟ علينا أن نتبع كلامه لكي تعمل قوة الله في حياتنا، وبالتَّالي، لن تتوقف عن العمل أبداً. إنَّ السلام الإلهيِّ امتياز قد تمَّ منحه لأولئك الذين ينتمون إلى جسد المسيح. إذا لم تتَّخذ حتَّى الآن قرار قبول ابن الله، لا تؤجِّل ذلك إلى الغدِ. اقبله الآن، لأنَّك بهذه الطريقة ستتمتَّع بذاك السَّلام!

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز