-
-
"فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" (العبرانيين 14:2)
إنَّ السبب الذي جعل يسوع يتجسَّد هو أمر يجب فهمه من قبل جميع الناس؛ وبالتَّالي، سنعلم جميعنا كم كلَّف مخلِّصنا العمل الذي قام به على صليب الجلجثة. لقد ترك يسوع مجده والامتيازات التي له من الله، وجاء إلى عالمنا ليصير واحداً منَّا. لقد كان صراعه مع الشيطان، لإخراجنا من مملكته، صراعاً مختلفاً جداً عن أيِّ واحد آخر، بالنَّظر إلى كم عانى المسيح في جسده بسبب خطيَّتنا وآلامنا.
أصبح الناس في متناول يد خصمنا بسبب الخطيَّة التي ارتكبها آدم، وبالتَّالي، سيكون مصيرهم الموت. جوهر الشيطان نفسه، أتى على البشر – مّما يعني أنَّنا ولدنا بأخطاء كثيرة. لكن، نزل ابن الله كي يذهب قانونيَّاً إلى بوَّابة العالم الماديِّ منقذاً إيَّانا من مملكة الظلمة. عندما نقبل ما عُمِل من أجلنا سيلدنا الآب ثانية بيسوع، وبهذه الطريقة، نصير خليقة جديدة.
لقد هزم المسيح الشيطان، ليس كما في الألعاب الرياضيَّة أو ما شابه ذلك. وضع المخلِّص على عاتقه جميع أمراضنا وأوجاعنا، وسُحِق من أجل آثامنا (أشعياء 5:35). أريدك أن تفهم هذا: لقد سمح الله لابنه أن ينسحق بخطايانا كي ننجو نحن من جميعها. فأقلُّ ما يمكننا فعله لإظهار الامتنان لهذا العمل أن نخلُصَ بكلِّ إيمان.
لقد نقلنا معلِّمنا بشكلٍّ كامل، ومن أجل هذا، ليس مسموحاً لنا أن نعاني من أيِّ ألم قد وضِعَ على يسوع. في نفس تلك الآية المذكورة في أشعياء، يصرِّح النبيُّ أنَّنا نلنا الشفاء بجلدات الربِّ. لذلك، علينا اتِّخاذ المواقف كأناس مشفيِّين، ورفض كلَّ سهام شريرة يهدف الشيطان بتصويبها نحونا. لسنا بحاجة لسؤاله عن الشِّفاء فيما بعد، إن كنَّا قد نلنا الشِّفاء بجلدات مخلِّصنا.
لقد أباد يسوع إبليس من خلال إفساد مملكة الموت المروعة خاصَّته. ينبغي أن نؤمن أنَّ هذا قد تمَّ من أجلنا – لقد تمَّ حقيقة! بالتَّأكيد، سيسعى الشيطان لإبعادك عن كلمة الله كي يهاجمك، لكن لن يسقط جميع الذين يثبتون في الكتاب المقدَّس. ستتحقَّق كلمة إلهنا إلى الأبد.
لكي تجري الأمور بشكلٍّ جيّد، من المهم أن تنظر لنفسك كشخص مخلَّص تماماً من جميع الأعمال الشيطانيَّة. من غير المجدي الصلاة والتَّأثّر بنصِّ أشعياء إذا كنت في أعماق قلبك لا تؤمن بكلام الإنجيل، وبسبب ذلك، تبيِّن أنك لا تستفيد من امتيازاتك. الى متى لا تأخذ الله بجديَّة؟
الأمر متروك لك لتقرِّر متى تعمل قوة الله لصالحك. لكن، انتبه! في كلِّ مرة تؤجِّل بها خلاصك، سيكون العدوُّ أقوى ضدَّ حياتك. هذا هو السبب في ضرورة رجوعك الآن إلى الربِّ، إلهك، بالصلاة وطلب المغفرة منه عن آثامك، وأيضاً عن جميع التَّجارب التي سقطَّت بها، وعليك انتهار الشيطان لأنَّ العليَّ يعمل فقط في الأشخاص الذين هم على علاقة معه.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز