-
-
"شَاهِدًا اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ." (العبرانيين 4:2)
المعجزة هي أمرٌ مقدَّس جداً وثمين، بالنَّظر إلى أنَّنا بدون هذا العمل الإلهيِّ لا نستطيع تمييز "الطريق الصحيح". يتحدَّث أعضاء مجموعات عديدة من الأديان عن المبدعين أو منظماتهم بسرور كبير، بالرَّغم من أنَّهم لا يحصلون على شيءٍ منهم بالمقابل. لكنَّ الذين يصغون إلى كلمة الله لا يتبنّون أيَّ فلسفة لأنَّهم استنيروا بالحقِّ، ولهذا السبب ينجون من جميع المعاناة – وأيضاً، يتمّم الحقُّ الخلاص (يوحنا 32:8)!
إنَّ إنقاذ شخص مقيد من الشيطان هو أمر في غاية الأهميَّة. لا يمكن لأحد قد اختبر هذا الأمر الادِّعاء بأنَّه لا يؤمن بالربِّ، بالنظر إلى أنَّهم عندما يرون القوَّتين المتعاكستين (الصالحة والشرّيرة) تتصارعان ضدَّ بعضهما، فمن المستحيل سماعهم يقولون أنَّهم لم يروا الله والشيطان في معركة واحدة. يسعى الشيطان للمكوث في ذاك الجسد كمعارض للسلطان الإلهيِّ الذي يعمل على خلاص تلك النفس من مقابضه.
إنَّ الآيات والمعجزات والعجائب الأخرى التي يصنعها يسوع هي شهادة تمَّ منحه إيَّاها من قبل "الحق". لذا، علينا ألا نكرز بكلمة الله لأيِّ أحد، مهما كان، من دون إظهار السلطان الإلهيّ، آخذين بعين الاعتبار أنَّ المولود من الجسد جسدٌ هو (يوحنا 6:3). فالذين اختبروا صلاح الربِّ هم من يحبونه بالحقيقة من كلِّ القلب.
منذ بداية الأزمنة، لا يزال القدير يعمل لصالح الإنسان. لما عليه العمل بطريقة مختلفة اليوم؟ لقد قدَّم الله لآدم وحواء أوراق التين التي صنعا منها أقمصة لهما (تكوين 7:3)؛ وكما أباد العالم في أيَّام نوح، وضع أيضاً في السَّحاب علامة قوس قزح كدليل على أنَّ العالم لن يُدمَّر بالمياه فيما بعد (تكوين 13:9). وفي أيَّام يسوع هنا على الأرض، واصل العليُّ العمل ليرينا ماذا سيفعل اليوم أيضاً.
كيف كنَّا سنعلم أنَّ رسالة يسوع صادقة لو أنَّه لم يفعل الآيات، ولم يشفِ المرضى وينصف المظلومين؟ اليوم، أكثر من أيِّ وقت مضى، يحتاج الواعظون الامتلاء من السلطان السماويِّ ويحتاجون إلى استخدامه كي يشهدوا للإنجيل.
عندما سُجِن يوحنا المعمدان، شكَّ إذا ما كان يسوع هو المسيح الآتي أم آخر، فأرسل حينها تلميذيه إلى يسوع كي يتحقَّقوا منه عن الأمر، فأعطاهم المسيح، في تلك اللحظة، دليلاً لا جدال فيه بالقول: "اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ." (لوقا 22:7).
ذلك هو الرَّد الذي يحتاجه الجميع للإجابة على تساؤلاتهم. يمكن للشخص أن يتوب بالبرهان الحقيقيّ فقط. لذلك، تحتاج الكنيسة للتوقُّف عن تجربة الطرق البشريَّة، ففي بعض الحالات، تعمل هذه الطرق بواسطة الشيطان. بحسب كلمة الله، هذا لا يقنع الناس؛ بإمكانها فقط إخراج البعض من الغشِّ، وفي أحسن الأحوال، تضعهم في خانة أخرى، بالنَّظر إلى أنَّ الإنجيل وحده قادر على إعطاء الجميع الخلاص الكامل!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز