-
-
"لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ." (العبرانيين 10:2)
لقد كانت أضحيَّة يسوع مؤلمة للغاية، وحدثت بشكلٍّ مرعبٍ. فقد تمَّت في مذبح الجلجثة حيث دفع المسيح كامل الحساب بواسطة حمله أمراضنا وأوجاعنا وآثامنا وأخطائنا، وأيضاً التأديب الذي وضعه الآب عليه ليعطينا السَّلام (أشعياء 4:53-5). لما حصلنا على الخلاص بلا الجلدات الرومانيَّة التي تركت أثرها على جسد المسيح. في الحقيقة، كان لا بدَّ من ذلك كي يصير مخلِّصنا.
لدى الله خطة لحياتك وحياتي منذ البداية، آخذاً بعين الاعتبار أنَّه لم يُرد أن نُضِلَّ إلى الأبد. لم يتخلَّ الربُّ عنك أبداً، ومن المستحيل أن يفعل ذلك في المستقبل، فأنت عزيزٌ بالنسبة له، وهو يعتني بك بعناية في جميع الأوقات. لقد ترك الآب السماويّ ابنه يموت على الصَّليب كي يكون قادراً على تبنِّي قانونيَّاً الأبناء الآخرين. لذلك، لا يجب أن تحتقر المحبَّة الإلهيَّة.
هناك بعض الأشخاص في بلدان أخرى مثلنا تماماً، لكنَّهم يتوجَّهون إلى الموت بدلاً من النظر إلى "النور الأبديّ". يجب أخذ ذلك في الحسبان، لأنَّه من واجبنا معاملتهم بطريقة جيِّدة، فقط كما فعل بنا الآخرون. لو لزم الواعظون السابقون منازلهم لما وصلت إلينا رسالة الصَّليب السارة. والآن، كلُّ ما نفعله للآخرين – بشرط أن يسمعوا كلمة الله – سيقودهم إلى التوبة وعبادة الربِّ مثلما نفعل.
لن يتهاون العليُّ مع أولئك الذين لا يفعلون شيئاً تجاه الضالِّين، فقد ترك لنا مثالاً من خلال منحنا أفضل ما لديه. من تُرى سيبذل ابنه للموت من أجل الضالِّين؟ الله وحده فعل ذلك! لم تهمَّه آثامنا، لكن ما كان يهمه حقاً هو ما سنصبح عليه حين سماعنا لكلمة الحقِّ. من أجل هذا السبب تحديداً، علينا أن نفعل أكثر من أجل الضالِّين حين تقديمنا لهم بشارة الكلمة عندما لا يكون هناك "طريق" آخر للتوبة.
ينتمي كلُّ شيء إلى الربِّ. وعلى الرَّغم من ذلك، ومن أجل خلاصنا، لم يدَّعي بالخلاص ولم يغشَّ ما كان لا بدَّ أن يتمَّ، لكنَّه دفع الثمن المناسب من أجل خلاصنا. لن يفعل الآب شيئاً ضدَّ إرادته. إذا كنت تسلك بالخطيَّة، عليك إصلاح ذلك، آخذاً بعين الاعتبار، لن يكون هناك أعذار أخرى لأفعالك الشنيعة حينما ستمثل أمام العرش الأبيض. اليوم هو يومك لتتصالح مع الله!
الله هو صانع جميع الأشياء؛ لذلك، لو لم يكن عادلاً وأميناً مع نفسه، كان بإمكانه إيجاد طريقة أخرى لخلاصنا دون تعريض ابنه الوحيد لهذه المعاناة. وهذا هو السبب الذي يجعلك لا تسقط في التَّجربة معتقداً أنَّه بإمكانك فعل شيء خاطئ بين الحين والآخر، لأنَّه في اليوم الأخير، سيرى العليُّ خطيتك ولن يسمح لك بالدُّخول إلى ملكوته. لن يكون الله قادراُ على فعل أيِّ شيء للمرائين، حتَّى لو أصرّوا بالقول أنَّهم يؤمنون باسمه.
تخبرنا التَّعاليم الكتابيَّة أن نكون قديسين كما هو قدُّوس (1 بطرس 16:1). لذلك، إن راعيت أيّ إثم في قلبك، عليك أن ترجع الآن إلى الربِّ، وتعترف بخطيَّتك لأنَّ موتك غير مستحق. صلاتي أن تلمس أُضحيَّة يسوع أعماقك مباشرة!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز