-
-
"لأَنَّ الَّذِينَ اسْتُنِيرُوا مَرَّةً، وَذَاقُوا الْمَوْهِبَةَ السَّمَاوِيَّةَ وَصَارُوا شُرَكَاءَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الصَّالِحَةَ وَقُوَّاتِ الدَّهْرِ الآتِي،وَسَقَطُوا، لاَ يُمْكِنُ تَجْدِيدُهُمْ أَيْضًا لِلتَّوْبَةِ، إِذْ هُمْ يَصْلِبُونَ لأَنْفُسِهِمُ ابْنَ اللهِ ثَانِيَةً وَيُشَهِّرُونَهُ." (العبرانيين 4:6-6)
لا يجب أن يشملك التوبيخ الكتابيِّ الذي تمَّ ذكره في الآية السابقة. مع الأسف الشديد، يسمح البعض من المؤمنين لأنفسهم بالانسياق وراء الغشِّ، وبالتَّالي، يصبحون غير مؤهَّلين لملكوت الله. لننظر إلى هذه الأخطاء الستة التي إن وضعناها سوية، ستقوم باستبعاد الذين يصنعونها. قد يساعدك ما سنتطرَّق إليه الآن كتحذير لحياتك.
أولاً، الذين استنيروا مرةً، وفهموا المشيئة الإلهيَّة، وكانوا قادرين على فهم كلمة الله، وبعدها سمحوا لأنفسهم الانسياق وراء الخطيَّة من خلال الابتعاد عن طرق الربِّ، ما عليهم فعله الآن هو التوقّف حالاً عن حماقتهم والعودة إلى الحسِّ، واضعين في الاعتبار أنَّهم إذا استمرّوا على هذا النحو، لن يكون هناك إمكانيَّة لتجديدهم. على وجه التحديد، لقد غزا هؤلاء الأشخاص تلك الأمور التي كان ليعطيها المؤمنون؛ لكن، بسبب عدم انتباههم لكلِّ البركات التي نالوها، ولسوء الحظِّ، سيكون عليهم دفع ثمن باهظ، عاجلاً أم آجلاً.
ثانياً، ما من أمر أجمل من اختبار الموهبة السماويَّة. فقط أولئك المخلَّصون يعلمون جيداً كم أنَّها عطيِّة ثمينة. عندما قُبِلنا في عائلة الله، صار الأمر كوجودنا في السماء. ستتوقَّف مشاكلنا عن مضايقتنا والسَّعي عن الحدوث، وسيتخلَّل السلام إلى أرواحنا. لا يستطيع غير المخلَّصين فهم سبب الفرح الذي فينا. لكن، يصل بعض الناس إلى حدِّ تغيير كلَّ شيء بسبب علاقة حب، ومن أجل عدم الاستقامة ولأيِّ إثم آخر.
ثالثاً، يا له من امتياز عظيم منحنا إيَّاه الربُّ لنكون شركاء الروح القدس. ليس المقصود في الآية السابقة فقط عن سكنى الروح القدس فينا، لكن أيضاً مشاركة حياتنا فيه ومعه. فنصبح منتصرين عندما يحدث هذا مهما كان الحال. فالإيمان يتزايد بشكلٍّ كبير في قلوبنا، وبالتَّالي نقوم باستخدام الطريقة ذاتها التي استخدمها إخوتنا في الماضي، أي ما يُدعَوا بـ "أبطال الكتاب المقدَّس". كيف يمكن لأيِّ شخص الازدراء بهذه النعمة؟
رابعاً، يرجو أبونا السماويّ منَّا اختبار كلمته الصالحة؛ وبعد ذلك، لقد خُلقنا وشُكِّلنا من خلالها، والتي تعطينا أيضاً الولادة الجديدة. فهي معنا في المنزل؛ لكنَّنا نصبح ضالِّين من دونها. تملأ كلمة الربِّ الصالحة الغياب الماديِّ ليسوع بيننا، ونحن مستخدَمون من قبل العليِّ بواسطتها. من أجل ذلك، من الممكن قول أنَّه ليس شيء غير مستطاع لنا لطالما ترافقنا كلمة الله.
خامساً، أولئك الذين يتبعون الربَّ قادرون على اختبار قوَّات الدهر الآتي. تلك القوَّة التي سنستخدمها في الأبديَّة. والآن، إنَّها ممنوحة للبعض فقط، لكنَّنا سنحصل عليها بشكلٍّ غير محدود في المستقبل ضمن نطاق المشيئة الإلهيَّة. أولئك الذين نالوا تلك القوَّة؛ لكنَّهم خذلوا الثقة الموضوعة فيهم، يُمسَكون في فخاخ الألم.
سادساً، من المحزن جداً رؤية أشخاص ينساقون وراء العدوِّ ويسقطون بالتَّالي في الخطيَّة. فسيفعل الشيطان كلَّ ما يقدر ليبعدهم عن سعادتهم الأبديَّة؛ لذلك، من الجيّد أن تحذر وترفض كلَّ العروض الآتيَّة من رئيس الظلمة. أولئك الذين يتعلَّقون في العادات الرديَّة التي ننوِّه إليها، لن يكونوا قادرين نوال التجديد بالخلاص. إذا كنت قد سقطَّت بواحدة أو أكثر من الأخطاء المذكورة سابقاً، عليك أن تطلب فوراً الغفران الإلهيِّ. من واجبك المحافظة على خلاصك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز