-
-
"فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ." (1 بطرس 2:1)
نحن نقوم بوضع العالم والشرير ورائنا عندما نتغيَّر. وعلى الرَّغم من أنَّنا مولودين ثانيةً، إلا أنَّه لا يزال هناك بعض العادات السيِّئة التي ينبغي أن نتخلَّى عنها. غير ذلك، إذا سمحنا لطبيعتنا القديمة بالسيطرة، سنتحوَّل إلى أناسٍ خطَّائين، كما كنَّا قبل تجديدنا. لذلك، لننظر عن كثب في الإرشادات التي منحنا إيَّاها بطرس، والتي تعلَّمها من فمِ معلِّمنا الذي تبعه في الجسد نحو ثلاث سنين، وبعدها بالإيمان. وبحسب الآية السابقة، نحن نحتاج لترك الآثام التالية خلفنا:
كلَّ خبثٍ – تقود تلك النزعات الشرّيرة الناس بعيداً عن خالقنا، وبدلاً من ذلك، تقرِّبهم من العدوِّ. ولهذا السبب، إنَّنا بحاجة لنكون خاضعين وواثقين بالوعود الإلهيَّة. بعد ذلك، لقد وعدنا الربُّ بأنَّه لن يهملنا ولن يتركنا (العبرانيين 5:13). فلسنا بحاجة للخداع بغرض الحصول على أيِّ شيء؛ ولا أن نخف من أيِّ أحد. آمل أن تكون معلوماتك مصدرها الله فقط.
كلَّ مكرٍّ – من المروع رؤية أولاد الله يخدعون إخوتهم في المسيح، والخطاة أيضاً! يا لهم من حمقى! بالنظر إلى أنَّهم عندما يقومون بهذا يبيعون أنفسهم للشيطان. والآن، يجب أن نمتنع عن فعل أيِّ أمر قد يضعنا تحت المشيئة الشرِّيرة. إنَّ العدوَّ شريرٌ، وسيدفع جميع الموضوعين تحت تصرفه ثمناً باهظاً. أليس هذا هو سبب معاناة الكثيرين؟
الرِّياء – إنَّ الادِّعاء أمرٌ لا يتَّفق مع صفتنا كأولاد الله، فسنفعل حسناً إذا ما تركنا الرِّياء من كلِّ قلوبنا. لقد علَّمنا يسوع أن نقول "نعم" عند موافقتنا، و "لا" عند رفضنا (متى 37:5). من أجل ذلك، عليك ألا تقول سوى الحقيقة. لذلك، لا يجب أن تدَّعي مطلقاً، لأنَّك ستحزن الربَّ إذا فعلت ذلك.
الحسَد – سيضايقنا هذا الشعور دائماً إذا لم نجرِّد أنفسنا منه. قد يستخدم الله أحداً؛ لكنَّهم، في نفس الوقت، يصبحون يعيشون حياتهم تحت سيطرة الحسد. لن نكون قادرين على أن نصبح كاملين في كلِّ شيء إذا كنَّا نملك هذا العيب المروع في شخصيَّاتنا. وبسبب هذا الإثم، لن نقدر على سماع صوت الله، بالنَّظر إلى أنَّك ستكون مشغولاً جداً باتخاذ هذا الموقف الشرير عندما يتكلَّم الربُّ.
كلَّ مذمَّة – تُحبِط الشكوى كلَّ شخص يخصُّ إلهنا. لقد ارتكب شعب إسرائيل هذه الخطيَّة خلال رحلته في البريَّة. فعلى الرَّغم من رؤيتهم لعمل العليِّ العجيب، إلا أنَّهم تذمَّروا في كلِّ مرة واجهوا فيها العناء، بدلاً من الصلاة. وبسبب هذا الفعل، انتهى بهم المطاف بإحزان الربِّ الذي كان لديه خطط أخرى لهم.
اسعَ لمعرفة كلمة الله جيِّداً، حينها سترضيه دائماً. لذلك، سيزيد فرحك، متذكِّراً أنَّ فرح الربِّ هو من يُعطيك قوَّتك (نحميا 10:8). فبدلاً من احتضان تلك العيوب، عليك أن تمتلئ من الروح القدس. وبالتَّالي، لن تسمح لتلك العيوب مشاركتك حياتك، تلك الآثام التي لن تساعدك بالتَّأكيد. من خلال امتلائك من الروح القدس، ستتمُّ رحلتك في هذه الأجواء الإلهيَّة، وستتمتَّع بسلام غير محدود.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز