-
-
"فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هذِهِ الْجَمَاعَةَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا»." (العدد 12:20)
من الجيد دائماً سماع الربِّ يتكلَّم، لكن ليس من الجيد الحصول على قرار مخالف منه. وكي تكون واثقاً بأنَّ هذا لن يحدث، عليك أن تُصغي بعناية لما يوصيك به، ولا يجب أن تصنع العمل بتهوُّر، تحت أيِّ ظرف كان. يجب النظر في كلِّ تلك التعاليم الإلهيَّة، لأنَّ النهاية لا تبرِّر الوسيلة في عمل الله. إنَّه يدعونا لنكون قديسين كما هو قدُّوس (1 بطرس 16:1).
أولئك الذين لا يفعلون ما يُطلَب منهم بالضَّبط، يفشلون في تحقيق مشيئة الله، لكنَّهم يومئون أيضاً بأنَّهم لا يؤمنون به حتى. إنَّ هذا ما حصل مع موسى الذي أمره الربُّ بجمع بني إسرائيل والتكلُّم إلى الصخرة كي تخرج منها الماء (العدد 8:20). لكن، لقد كان موسى غاضباً، وفي هذا الوقت، فعل ما أراد: لقد ضرب الصخرة بالعصا مرَّتين. كانت الصخرة رمزاً للمسيح الذي كان يجب ضربه مرة واحدة.
لقد هدف العليُّ لاستخراج الماء من الصخرة مرةً ثانية، والآن من خلال صوت رجل الله، كان أعظم من تزويده بذاك السائل الثمين بطريقة عجائبيَّة. كان ليبرِّره هذا الفعل أمام أعين بني إسرائيل. لكنَّ غَضبَ موسى جعله يتكلَّم بصرامة مع أولئك الناس، وبعدئذٍ ضَربُ الصخرة. إنَّ الدرس الذي نتعلَّمه هنا هو كالتَّالي: لا يجب أبداً أن تقودنا غرائزنا.
لم يكن عقابه قصيراً. عليك أن تعلم أنَّ الله يفعل ما يشاء. فقد تعتقد أن خطيَّتك صغيرة، لكنَّ الذين عملوا لنحو ساعة واحدة نالوا من الربِّ مثلما نال الذين عملوا طوال النهار. لقد قال مسبقاً أنَّ أجرة الخطيَّة هي موت (رومية 23:6). لا يقصد هنا عن مهاجمة شخص ما للآخرين، بل عن أجرة إثمٍ واحد.
لم تعنِ شيئاً مهمة الأربعين سنة مع التَّجارب العديدة. من أجل هذا، لا تنخدع بالوقت الطويل الذي استخدمك فيه الآب السماويِّ لتنفيذ مشروع ما. ولا تسقط بأكاذيب العدوِّ عندما يخبرك أنَّك مميز، أو أنَّ الربَّ ليس صارماً كما يبدو. فقبلة واحدة من شخص ليس شريكك أو زوجك، قد تمثل فصلك عن الحياة الأبديَّة، أو حرمانك من التمتُّع ببركة عظيمة. إنَّ ارتكاب الخطيَّة لا ينفع أبداً!
انتبه! قد تَضلُّ، حتى لو أنَّك أمضيت سنوات في خدمة العليِّ. لن يبرِّئك إذا لم تقم بالخدمة التي عيَّنك لها. من الحكمة ملاحظة تصرفاتك والسعي لعدم فعل كلَّ ما تشاء، بل فعل ما يطلبه منك الربُّ فقط. هذه التفاصيل الدقيقة التي نتجاهلها بحماقة، قد تكون هامَّة بالنسبة له.
ليس هناك محاباة في الربِّ (رومية 11:2). أولئك الذين يفعلون الصلاح سيتمتَّعون بالراحة التي يمنحها أبونا الأبديِّ، لكنَّ الذين يفعلون الشرّ سيختبرون عقوبته الصارمة والقاسية. عليك أن تسعى دائماً لجعل الربِّ محامٍ وقاضٍ لك، فالدينونة ستكون بلا رحمة. اسعَ لعدم تضييع الهدف الحقيقيّ لدعوتك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز