-
-
"رِضْوَانُ الْمَلِكِ عَلَى الْعَبْدِ الْفَطِنِ، وَسَخَطُهُ يَكُونُ عَلَى الْمُخْزِي " (الأمثال 35:14)
إنَّ الله، أبانا، إله عاطفيٌّ، بالنَّظر إلى أنَّه يتطلَّع إلى أن يُسر بمواقف أولاده. ويحدث هذا عندما يخدمونه بكلِّ حكمة. أنا أعني تحديداً أنَّ ليس هناك أمر في الحياة أفضل من جعل الله، الشخص الكامل، يُسرُّ بمواقفنا. إذا حدث ذلك، سننال القوَّة لأنَّ فرح الربِّ هو قوَّتُنا (نحميا 1:9)؛ وأيضاً، العكس صحيح.
إنَّ الحكمة هي القوَّة التي تجعلنا نتوقَّع الخطر المحدق، وهكذا نستطيع الابتعاد عنه. في رحلتنا هنا على الأرض، نحن بأمسِّ الحاجة لتلك البركة، بالنَّظر إلى أنَّ عدوَّنا؛ الشخص الذي لا يُسرُّ برؤيتنا نزدهر، سيفعل كلَّ ما بوسعه لينصب لنا فخاخه كي يُوقِع بنا. فتلك الفخاخ منصوبة دائماً للإيقاع بجميع الذين لا يؤمنون بإعلانات كلمة الله.
بكلِّ أسف، كثيرون ممن يعتقدون أنَّهم ينتمون لله لا زالوا مُمسَكين في فخاخ العدوِّ.
لا يوجِّهنا العليُّ كالروبوت الآلي – فإنَّ مكانتنا في المسيح تسمح لنا بوضع أقدامنا فقط حيثما يريد الله، حيث لن يُدرِكنا أيُّ شر. إنَّ الحقيقة هي أنَّ الله قريب دائماً ليحفظنا، وليكشف لنا عن خطط الخصم الغادرة ضدَّنا. لكن، علينا أن نكون حكماء لئلَّا ينجح العدوُّ في الإيقاع بنا.
يقوم الخدَّام الحكماء على الفور باتِّخاذ قرار التنحِّي جانباً عندما يرون الفخَّ؛ وبهذا الفعل، لن يسقطوا أبداً في الخطيَّة. لكنَّ أولئك الذين لا يقبلون ما تريهم الحكمة الإلهيَّة، لن يتوقَّفوا عن التعثّر ومن ثمَّ السقوط؛ على الرَّغم من أنَّهم يتوبون بعدها أحياناً، ويطلبون من الربِّ أن يحفظهم من الفخاخ المنصوبة لهم. عليك ألا تحتقر مطلقاً الحكمة، آخذاً في الاعتبار أنَّك عندما تكون حكيماً سيفرح الربُّ بك.
يجب على الذين يحتقرون الحكمة التفكير ثانيةً بالأمر، وأن يكونوا طائعين للإرشاد الإلهيِّ عوضاً عن ذلك. لن يحذِّرنا الله من شيء إن لم يكن خطراً كفاية لإبعادنا عن محضره. عندما يغادر أحد ما محضر الله، سيجد نفسه في الحال تحت سيادة الشرّير. لذلك، من غير المستحسن الاستهانة بـ "الحقِّ".
يجب أن يستعد أولئك الذين لا يبالون بسقوطهم الدائم في الخطية، لأنَّ الآية التي نمر بها هنا تشير إلى أنَّ غضب الربِّ سيأتي عليهم. وبكلِّ تأكيدٍ، لن تكون تجربة سعيدة عند مواجهة الغضب الإلهيِّ المتَّقد على حياتهم.
ما الفائدة من تحويل فرح أبينا إلى غضبٍ؟
فقط الذين لا يكترثون للعواقب يمكنهم فعل هذا الأمر الأحمق، ألا تَّتفق معي؟
بلا شكٍّ، فقط أولئك الذين يسرّون الربَّ سيتمتَّعون في رضاه، وبهذا الفعل، سيجري كلُّ شيء على ما يرام بالنسبة لهم. لكن، سيختبر الذين يغضبونه كم أنَّ الاستهانة بهذا الأمر الجدِّي مؤلمة، بالنَّظر إلى أنَّه في ظلِّ غضب الله لن يكونوا قادرين على الفوز في أيِّ معركة، وحتى تلك المشاكل الضئيلة وغير الهامَّة ستُصبح بالتَّأكيد عبئاً هائلاً عليهم.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز