-
-
" الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ، وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ الْعَظْمَ." (الأمثال 22:17)
لم يُهمل خالقنا أيَّ أمر. فكما قد خلق السماوات والأرض وكلَّ ما فيهما، قام أيضاً بصنع العلاج. لذلك، يجب استخدام هذه العلاجات الطبيعيَّة لمعالجة تلك الأمراض التي تظهر بين الحين والآخر، وأيضاً من أجل الوقاية منها. والقلب الفرحان هو واحد منها تحديداً. عندما يتحدَّث الربُّ عن قلبنا، إنَّه يشير إلى كياننا الحقيقيِّ أي أرواحنا. سيكون من المدهش لو أنَّه كان دائم الفرح، بالنَّظر إلى أنَّه واحد من أفضل العلاجات التي أعدَّها الله.
بالتَّأكيد لا يقصد الكتاب المقدَّس عن الفرح الطبيعيِّ الذي يملكه الجميع، بل الذي يدخل إلى قلوبنا من خلال زيارة الربِّ لنا. لقد وعد يسوع بزيارتنا، وعندما سيفعل، ستشعر قلوبنا برضا عظيم. وبه نستطيع أن نأمر كلَّ مرض بالخروج من حياتنا، وفي ذات الوقت، إذا تمسّكنا بهذا الفرح سيخدمنا كعلاج فعَّال.
إنَّ نعمة الله غنيَّة وقويَّة، فإنَّها ستعمل كالعلاج لجميع معاناتنا عندما تكون محفوظة في قلوبنا. كم من أولاد الله سيتوقَّفون عن الحاجة للعلاج الطبيِّ في حال سمحوا لفرح الربِّ أن يسيطر بالكامل على كيانهم؟ شيئاً فشيئاً، أولئك الذين يعيشون حياتهم في ملء الفرح الإلهيِّ يرون كم أصبحت أجسادهم قويَّة وسليمة أكثر.
بالنَّظر إلى أنَّ سبب بعض الأمراض هو غياب الله عنَّا، فلماذا لا نطلب حضوره عاجلاً؟ ستفرح قلوبنا في مجيئه، لكن لن يكتمل فرحنا بدونه. حيثما يحلُّ فرح الربِّ تختفي التعاسة ومعها سلسلة المعاناة أيضاً. اسأل الربَّ أن يملأ روحك بالفرح الإلهيِّ.
أولئك الذين لا يملكون الفرح في أنفسهم يتزعزعون بسهولة أمام أقلِّ استفزاز يتعرَّضون له. نجد في كنائسنا الكثير ممن يعانون تماماً مثل أولئك الذين هم خارج ديار الله. ويعود سبب ذلك في أنَّهم لا يمارسون ما تعلَّموه في كلمة الله؛ لذلك، هم خالون من الله، كما الخطاة.
إذا كانت أرواحنا خاليَّة من النعمة الإلهيِّة، لن تستطع الصمود ضدَّ إحباطاتها اليوميَّة المتعدِّدة؛ وعندما يحصل هذا تذبل طبيعة الإنسان الجسمانيَّة. إنَّ أسوأ ما في الأمر هو رؤية المؤمنين ينحنون أمام التجارب. لقد سبق وأخبرنا الكتاب المقدَّس أنَّ الشيطان هو المجرِّب في كلِّ الأوقات؛ لكنَّه يصر على أن نسلك في الروح ولا نكمِّل شهوة الجسد (غلاطية 16:5). إنَّ سَعيِنَا في تتميم كلِّ وصايا الله يصنع الفرق.
إنَّ بعض الناس أصحاء جسدياً، لكنَّ أساسهم الأخلاقي فاسد تماماً. من أجل ذلك، كي يجري كلُّ شيء معك جيداً، أنت بحاجة لكلٍّ من الصحة الجسمانيَّة والروحيَّة لتتمتَّع بالنعمة الإلهيَّة بفعاليَّة. بدون فرح الربِّ لن تكون قادراً للتغلُّب على أيِّ تجربة، وعند حدوث ذلك ستَضلُّ إلى الأبد. والآن، يعرف جيداً الذين استنيروا أنَّ الحياة الأبديَّة هي أفضل أمر حصل معهم. لذلك، ما المنفعة من فقدانها؟
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز