-
-
"كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ اسْتِمَاعِ التَّعْلِيمِ لِلضَّلاَلَةِ عَنْ كَلاَمِ الْمَعْرِفَةِ." (الأمثال 27:19)
هذه الكلمة موجَّهة لجميع الذين تمَّ قبولهم كأولاد لله، لأنَّهم تركوا الظلمة ليدخلوا إلى ملكوت الفرح، ملكوت أبينا. لكن، لكي يبقوا في "الطَّريق"، ويتجنَّبوا غدر المفترس، عليهم أن يتعاملوا مع جميع التَّعاليم الإلهيَّة. بدون "كلام المعرفة" لن ينجح المخلَّصون في مسيرتهم مع الربِّ.
كي نكون في يدِّ الله العليِّ وكي ننجو من هجمات الجحيم، نحن بحاجة للانتباه إلى الإرشادات الإلهيَّة التي بدورها ستحوِّلنا لأناس حكماء، عندئذٍ لن يخدعنا سيد الخداع العظيم، أي إبليس. سيحاول الشيطان في كلِّ حين تقديم بعض الحجج التي لا تشكل أهميَّة كبيرة، فإنَّ أبانا سيتَّفهم ضعفنا إذا سقطنا في الخطيَّة.
في الحقيقة، يفشل الذين لا يتبعون إرشاد الله بالسلوك في النور الإلهيِّ، وبالتَّالي، يضلُّون عن كلام المعرفة. لذلك، يتوصَّل الأشخاص إلى أسباب غير مشروطة للإدلاء بشهاداتهم عن إثمهم، ومن ثمَّ يذهبون بعيداً عن "الحقِّ"، وأيضاً يقوم الشيطان باستخدامهم. ولا ينتج عن ذلك سوى الحزن والذل والمعاناة؛ وكي لا يحصل هذا، يعطينا أبونا الإرشاد الصحيح ليقودنا إلى السعادة الكاملة.
سيبقيك "كلام المعرفة" بعيداً عن فخاخ إبليس المتعدِّدة والخطرة جداً. وبدون الإرشادات الإلهيَّة، سيقودك العدوُّ المكَّار إلى العذاب. يمتلئ الجحيم من الناس الذين كانوا متوجِّهين نحو السماء؛ لكن تمَّ خداعهم، وهكذا أصبحوا يحبُّون العالم أكثر عوضاً عن الله.
ينبغي أن تعلم أنَّ "كلام المعرفة" سيثبِّت أرجلك في "الصخرة". ومن غيره لن تكون قادراً على المطالبة بامتيازاتك ولا التمتُّع بالحياة الغنيَّة؛ لذلك، يجب ترك التعاليم الدينيَّة الباردة والضعيفة. ومن ثمَّ سترجع إلى عاداتك القديمة، والأسوأ من ذلك أنَّك ستضلُّ إلى الأبد. انتبه، لن تفقد ممتلكاتك الماديَّة فقط، بل سعادتك الأبديَّة الحقيقية.
ستسبِّب لك زلة صغيرة الفشل في سماع الإرشادات الإلهيَّة. لذلك، لن تقدر المحبَّة الإلهيَّة أن تعمل في حياتك. وعندما يحصل هذا، سيتغلَّب عليك كلٌّ من الإحباط والعذاب وكذلك الصفات الشيطانيَّة الأخرى. ألا تحدث لك تلك الأعمال الشرّيرة والعقيمة الآن؟ إذا كان الجواب "نعم"، عليك أن ترجع في الحال إلى أحضان أبيك!
لا يحتقر الأولاد الحكماء الفرص التي يعلِّمهم إيَّاها الآب عندما يتعلَّق الأمر بالسعادة. ولكن، يفضِّل الأولاد الحمقى أن يتعلَّموا دروساً من العالم، ولهذا السبب، يتعرَّضون لجميع أنواع المعاناة التي تحصل هناك. تصرِّح كلمة الله أنَّ الذين يحفظون الوصايا لن يختبروا أي ضرر (الجامعة 5:8). إذا كان هناك أعمال شرِّيرة في حياتك، هذا يعني أنَّك لم تعد تصغي لإرشادات الله. زلةٌ صغيرة، ضررٌ كبير!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز