-
-
"أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي." (يوحنا 30:5)
تأمَّل هذه الآية الإلهيَّة، يعلن ابن الله، خالق السماوات والأرض أنَّه لا يقدر أن يفعل شيئاً من ذاته. كم نخدع أنفسنا بعدم اتكالنا على الله والآب في اتِّخاذ القرارات التي تؤثِّر بدورها على حياتنا مباشرة، بخصوص الزواج والصداقات ومشروع عمل ما! إذا لم يتمَّ الكشف عن خطوتنا التاليَّة بشأن إحدى خططنا من قبل الربِّ، علينا ألا نسمح لتلك الشهوة بالتسلُّل إلى قلوبنا.
نحن بحاجة لتلك المشاعر التي امتلكها المسيح في أيامه هنا على الأرض: بالرَّغم من أنَّه هو الطريق والحق والحياة (يوحنا 6:14) علم معلِّمنا أنَّه لا يستطيع فعل شيء على الأطلاق من تلقاء نفسه. لذلك، أنت وأنا وكلُّ الناس بحاجة إلى قبول، مرةً وإلى الأبد، فكرة اتكالنا على خالقنا، إذا كنا نرغب في النجاح في الحياة. لذلك، علينا تجنُّب فعل أي شيء غير موجَّه أو مخوَّل من الآب لنا في الكتاب المقدَّس.
يكمن السر في الإصغاء لكلمة الله وإعطائها صوتاً. وكي تفعل ذلك، عليك أن تقرأ في الإنجيل وأن تستمع إلى المواعظ المؤسسة عليه. إنَّ الإصغاء لكلام العليِّ هو القرار الصحيح الذي يمكنك اتِّخاذه، لأنَّه الطريقة التي نحصل بها على الإيمان – الذي بدونه لن نرضي الله (العبرانيين 6:11)، بالرَّغم من أنَّنا قد نقوم بعمل يُعتَبر الأجمل على وجه الأرض. إذاً، لا يجب أن تَّتخذ أي قرار بلا توجيه إلهيِّ، ولا تصرُّ على فعل الأشياء بطرقك الخاصة، لأنَّ كلَّ ما ليس من الإيمان فهو خطية (رومية 23:14).
أبرار هم الذين يتَّخذون القرارات على أساس كلمة الربِّ. أولئك الذين يتصرَّفون بناء على ما يطلبه قلبهم أو قد يكونوا مُنساقين من الروح الذي يعمل في العالم، يرتكبون الأخطاء أحياناً كثيرة. انتبه! فقط الذين ينقادون بالروح القدس هم أولاد الله.
إنَّ هدفنا الرئيسي واحد: عمل مشيئة أبينا السماويِّ. اجعل هذا الأمر من أولويات حياتك، ولا تُؤخَذ بأيِّ شيءٍ آخر، حتى لو بدا أنَّه آتٍ من الله. إذا كان هذا أو ذاك من كلمة الربّ ولا يبدو بحسب مشيئته، ينبغي تفاديه في الحال. إنَّ الإعلانات والضمانات والإيمان هي أمور تجعلنا نرضي الآب.
يحتاج الشخص الذي يطلب مشيئته الخاصة، ويتصرَّف بحسب ما يمليه عليه قلبه أن يعلم أنَّ قلب الإنسان مخادع ونجيس (إرميا 9:17). فإنَّه يعمل كلَّ ما يشاء ليرضي غروره؛ أي شهوات الجسد والخطية. ومن جهة أخرى، الذي يفعل المشيئة الإلهيَّة سيعيش حياته كما لو أنَّ الخطية غير موجودة، بالنَّظر إلى أنَّه لا يملك وقتاً لإعطاء الإثم مكاناً.
لقد قال يسوع أنَّه قد مجَّد الآب هنا على الأرض، متمِّماً العمل الذي أُعِدَّ له (يوحنا 4:17). وستمجِّده أنت أيضاً بتلك الطريقة. اطلب وأكمل ما أعدَّ الله لحياتك. لذلك، عندما تأتي ساعتك، ستكون قادراً أيضاً على القول بأنَّك أكملت الخطة الإلهيَّة. كن في كلِّ حين خادماً لله!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز