-
-
"فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». فَقَالَ: «أَنَا اللهُ، إِلهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ." (تكوين 2:46-3)
كان الألم الذي أصاب يعقوب كبيراً وطويلاً، بسبب سماعه عن موت ابنه يوسف الذي افترسه الوحش. وكذلك، اجتاز يوسف معاناة عظيمة بسبب خيانة أخوته له؛ والكذبة التي افتعلتها امرأة فوطيفار، ونسيان رئيس خدَّام فرعون.
ألم يستطع الله أن يعطي حلماً ليعقوب ويخبره أنَّ يوسف حيٌّ في مصر، فيكون بمقدوره البحث عنه هناك واطلاق سراحه من السجن؟
بالنسبة ليوسف، كان القدير صامتاً منذ اللحظة التي اختفى فيها إلى اللحظة التي قيل فيها ليعقوب أنَّ ابنه وجِد حياً في مصر. لماذا فعل العليُّ ذلك؟ لا نعلم ما الهدف وراء هذا الأمر، لكنَّه حفظ كلٍّ من يعقوب ويوسف سالمين. علينا ألا نلحَّ على الربِّ كي يتصرَّف؛ ما لم تتعلَّق بتلك الأفعال التي وعد بها في كلمته. إنَّ ما تمَّ إعلانه في الكتاب المقدَّس هو من أجلنا؛ لكن، في الوقت المناسب، سيكشف لنا الربُّ بنفسه عمَّا لم نُخبَر به.
على الرغم من كوننا خدَّام الربِّ، نجد الصعوبة في كثير من الأحيان في فهم الغاية من تعرّضنا للسرقة والخيانة، وأيضاً حقيقة عدم إعلان الآب السماويِّ لنا عن أيِّ شيء. لكن من المحتمل جداً أنَّنا ربمَّا قمنا بشيء قد يمنعه من العمل لصالحنا؛ وبعد ذلك، يستجيب لصلواتنا عندما نتمِّم وصاياه.
عندما سمع يعقوب الخبر السار بشأن ابنه، قرَّر الذهاب إليه. كان ذلك عندما سرَّه الله في حلمٍ. لماذا تصرَّف العليُّ في ذلك الوقت تحديداً؟ أخشى أنَّه ليس لديَّ ما أقول لتفسير ذلك. أتمنَّى أن يكشف لي عن الكثير من الأمور الغامضة؛ لكن، يملك الله الأسباب للتصرُّف على هذا النحو. لن نكون قادرين للحصول على جميع الإجابات للكثير من التساؤلات في هذه الحياة، لكنَّنا سنحصل عليها في الأبديَّة. وبالرغم من هذا، لا نعلم ما الذي يجعل أبينا السماويِّ يعمل بتلك الطريقة، هذا لا يعني أنَّ محبتي له قد ضعفت. على العكس، في كلِّ يوم تزيد رغبتي في العيش بمحضره وفعل إرادته. سأكون سعيداً كفاية في الحصول على المساعدة اللازمة منه لإتمام ما تمَّ إعلانه لي حول خطَّته لحياتي.
الأمر الصحيح الذي يجب فعله هو الثقة بوعود الله، آخذين بالاعتبار أنَّنا سننال عونه الكامل. وللقيام بالمهام الإلهيَّة غير المحدودة عليك ألا تدع شيئاً يقف في طريقك. حتى وإن تصرف أحدٌ تجاهك بجُبن وآذى مشاعرك، وشعرت بثقل الخيانة على كتفيك، عليك ألا تتوقَّف عن الإيمان بالله لأنه وعدك أنَّه لن يتركك (أرميا 5:1).
لا تتوقَّف عن الثقة بالله العليِّ، حتى ولو ليومٍ واحد، لأنَّه سيريك السبب وراء كلِّ الأشياء. فلا تبكِ على الأوليَّات، بل قف وتابع العمل ضمن مشيئة الله. سيجعلك الله شخصاً سعيداً في كلِّ الحالات، ويعود الأمر لك أن تقرِّر أنَّه أبداً لن يبعدك أمرٌ عن الطريق الأفضل: طريق الإيمان!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز