-
-
"مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ." (مزمور 5:118)
عندما قال يسوع أنَّه في العالم سيكون لنا ضيق (يوحنا 33:16)، كان يشير إلى أنَّ قديسي العليِّ سيمرّون في الضيقات. وبحسب ذلك، عندما تواجه الضيقات أو أيِّ ظروف لا تشعرك بالراحة، لا يجب أن تقول أنَّ الربَّ تخلَّى عنك، ولكن عليك أن تنظر إلى الأسباب المحتملة لتلك الحوادث المروعة. في كثير من الأحيان، إنَّ جهلنا في امتيازاتنا الموجودة في كلمة الله هو السبب في مشاكل كثيرة؛ لكن، في حالات أخرى، قد تكون بسبب توبيخنا على خطية ارتكبناها.
أحد أسباب سعادة الشخص الذي يعيش بشركة مع العليِّ هو تحذيره من خطط العدوِّ ضدَّه. والآن، أولئك الذين لا يعيشون حياتهم بما يتوافق مع المشيئة الإلهيَّة، لا يستطيعون فهم أهميَّة ذلك الأمر - حتى لو لم يتجدَّدوا بعد أو مازالوا يسلكون بحسب شهوات الجسد. وأيضاً، تقول كلمة الله أنَّ الذين تمَّ تحذيرهم يستطيعون تفادي الشرّ (الأمثال 3:22؛ 12:27)، لكنَّ الذين يرفضون التنبيهات يتوجَّهون مباشرة نحو الموت الذي ينتظرهم.
كان صاحب المزمور في ضيق، لكنَّه صلَّى فيما بعد. وكذلك الأمر، إذا كان تحذير الربِّ يسبِّب لك الحزن، عليك أن تصلِّي. وبعدها، إذا فتحت استجابة الربِّ عينيك، ينبغي أن تصنع ما تعلَّمته من الكلمة، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الربَّ في تلك اللحظة يكشف لك عن نوايا الشيطان ضدَّك، وسيعلِّمك أيضاً بما عليك فعله لاحقاً. أولئك الذين يتبعون الإرشاد السماويِّ، لن يتعرَّضوا للمتاعب، وإذا فعلوا ما قيل لهم، سيتحسَّن وضعهم الحالي، فالله يحذِّرنا دائماً من أجل مصلحتنا.
في ظلِّ البحث عن المساعدة، تأتي الاستجابة الإلهيَّة في مرحلة مزدوجة. الأولى، يسمع الله لك، وعندما تصل كلماتك إلى قلب الربِّ يعلم العدوُّ أنَّه تمَّ تدميره. لذلك، يجب أن يُسمَع صوتك في السماوات. لذا، إن كان ما يعلنه الربُّ لك حقيقة، ستبلُغ طلباتك عرش النعمة وستنال مساعدة الشخص القادر على كلِّ شيء.
المرحلة التالية، يمكن أن تتمَّ في الحال أو أن تتأخر قليلاً، هذا يعتمد على الإيمان الذي تستخدمه في لحظات صلاتك. لا يجد الله صعوبة على الإطلاق بإخراجك إلى الرّحب، أي الحياة الفيَّاضة؛ فهذا هو تحديداً ما ينوي فعله مع أولاده. لذلك، فقط الذين يستخدمون الإيمان سيفتحون الطريق أمامه ليعمل.
لقد صلَّى الكاتب المرتعب في الوقت المناسب من ضيقه، لكان قد فات الأوان لو لم يفعل ذلك. إذا سمحت لعمل العدوِّ بالازدهار في حياتك، أو ربَّما تراودك أفكار نجسة، عليك أن تتخذ قراراً حكيماً مباشرة للتخلُّص من ذاك العمل الشيطانيّ. وإذا سمحت للشيطان بالاستمرار بما يفعله بك، سيأتي يوم ستمسك فيه كلياً في قبضته.
إذا لم تتجاوب مع التنبيه الإلهيِّ عليك الاستمرار بالصلاة، فالصراخ إلى الربِّ هو أفضل ما تفعله عندما يوشك الشيطان على البدء. تتمكَّن الطيور، بمنقارها، من استئصال شتلة تنبت فقط من بذرة صغيرة؛ لكن إذا تركناها تنمو إلى شجرة طويلة سنحتاج إلى جرَّار قويٍّ جداً لسحبها من جذورها.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز