-
-
"يَا رَبُّ، اهْدِنِي إِلَى بِرِّكَ بِسَبَبِ أَعْدَائِي. سَهِّلْ قُدَّامِي طَرِيقَكَ." (مزمور 8:5)
إنَّ أسوأ موقف نتَّخذه على الإطلاق هو احتقار البرّ الإلهيِّ ومحاولة المضي في حياتنا ببرِّنا الذاتيّ. كون الناس غير كاملين يجعلهم غير مؤهَّلين لمواجهة قوى الظلام والخروج من المعارك منتصرين – مَّما يعني، إذا خاضوا حرباً ما بدون مشاركة الله، سيحكَم عليهم بالفشل. لذلك، عليك ألا تفعل شيئاً على الإطلاق بلا الرجوع إلى الربِّ أولاً وطلب معونته. الله هو الحقُّ (تثنية 4:32) لهذا لن تنال منك أيُّ مصاعب.
لا يملك برُّ الإنسان أرض صلبة؛ هذا يأتي من الذهن المدمَّر من الخطية، ولذلك ليس لديه أيُّ سلطان لمواجهة العدوِّ. إنَّ الشرير صاحٍ جداً لهذه الحقيقة، وأكثر ما يسرَّه هو حثُّ الناس على اتِّخاذ مواقف بدون معونة الروح القدس. أولئك الذين يتصرَّفون باستقلالية يسمحون للخصم بالانتصار في حياتهم. ومن جهة أخرى، أولئك الذين يخوضون الحرب باسم الربِّ سيخرجون منها منتصرين بلا أدنى شك.
برُّ الله نقيٌّ وقويٌّ؛ إلى جانب ذلك، لم ولن يوجَد به عيب في ذاته، فإنَّنا نستطيع من خلاله التغلُّب على كلِّ الهجمات الشيطانيَّة. لم يفشل الله أبداً في إتمام واجبه واحترام وعوده؛ وبعد ذلك، برَّه كامل ولن يقدر أحد على هزمه.
إنَّ أجناد الشرِّ أعداؤنا. فلو أنَّهم استطاعوا لافترسونا أحياءً. في الحقيقة، إنَّهم يترصَّدون لتدميرنا كليَّاً. لذلك، أولئك الذين يسمحون لنفسهم بالانسياق خلف عروض الشيطان لا يدركون الخطر المحدق بهم. لن يصنع الشيطان صداقة مع خدَّام الله فنحن مخلوقين على صورة الله (تكوين 1:5).
لن نقدر بدون إرشاد العليِّ أن نعرف أين نضع أقدامنا ولا أيِّ اتِّجاه نختار. يجوز أخذ هذا في الحسبان، بالنظر إلى أنَّنا بلا التوجيه الإلهيِّ لن نعرف حتى كيف نعترف بخطايانا. على سبيل المثال، كما لو توجَّه أحدهم إلى مركز الشرطة للاعتراف بجريمة ما بلا مساعدة من المحامي. بإمكان ضبَّاط الشرطة الغير أخلاقيين والغاضبين تحفيز الأشخاص للاعتراف بجريمة لم يرتكبونها، والتي يحتاج الشرطة إلى تقديم تفسير منطقي لها.
فقط من خلال تبكيت الروح القدس يستطيع المرء إدراك آثامه والاعتراف بها. أولئك الذين يصدرون أيَّ إعلان دون مساعدة من البرِّ الإلهيِّ قد يجرمون بسبب شيء لم يفعلوه. إنَّ روح الربِّ هو الذي يبكِّتنا على خطية، وعلى برٍّ وعلى دينونة (يوحنا 8:16). احذر من الذهاب وراء ما تمنعه كلمة الربِّ، بالنظر إلى أنَّ الكثيرين ينتهي بهم الأمر معاقَبين بسبب آثام لم يرتكبونها. إنَّ معرفة الحقِّ تحرِّر الإنسان (يوحنا 32:8).
اسأل الربَّ أن يجعل طريقك مستقيماً وأن يريك تماماً ما ينبغي أن تقول وبما يجب أن تؤمن. وبهذه الطريقة ستتمكَّن من وضع أقدامك على أرض آمنة. إنَّ الوعود الإلهيَّة كثيرة جداً، وعندما يمنحك الله واحدة منها تستطيع مواجهة قوى الظلام والتغلُّب عليها. لذلك، عليك أن تصارع ضدَّ أجناد الشرِّ التي ستحاول هزيمتك في كلِّ حين، وأن تصرخ إلى الله كي يعينك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز