-
-
"اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَدًا ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ." (فيلبي 14:2-15)
هناك دائماً غاية في تعاليم الله. كأبٍ، يريد الله سلامتنا، فإنَّه يجعلنا نشعر بالخجل عندما لا نفعل مشيئته. علينا فقط اتِّباع إرشاداته، حتى وإن بدت غير مناسبة لنا لنكون ناجحين. لن ينجح في أيِّ أمر أولئك الذين يحتقرون التوجيهات الإلهيِّة، آخذين بعين الاعتبار أنَّه لا يتمُّ شيء بدون يسوع.
وبحسب كلمة الربِّ، لا يستطيع أحد تحقيق أيَّ شيء بالبكاء والنزاع. في البريَّة، سمح بني إسرائيل لأنفسهم أن تنساق للدمدمة والمجادلة، التي أغضبت العليَّ جداً. وبسبب ذاك التصرُّف المريب، كانت نهاية الآلاف منهم الموت قبل الوصول إلى أرض الموعد. واليوم، لا يسرُّ الله بأولئك الذين يقلِّدون الآخرين في الماضي، الذين انخرطوا بالبكاء والدمدمة والمجادلة - على الرَّغم من محاولتهم عمل المشيئة الإلهيَّة.
إنَّ التوجيهات التي ذُكِرت في رسالة فيلبي مهمَّة للغاية، ويجب قبولها في الحال. فأولئك الذين لا ينخرطون في التشاؤم ولا يحتجُّون ضدَّ الربِّ يصبحون صادقين وبلا عيب. من جهة أخرى، أولئك الذين يستمرون بالبكاء يسمحون لروح النواح بالتغلُّب عليهم، وهكذا، ينتهي بهم الأمر بالاجتياز في معاناة عظيمة بفعل هجمات الشرير. إذا كان هناك مكان للشيطان لاتِّهام شخص ما، لن يتردد أبداً بفعل ذلك؛ لذلك لن ينجوا منه.
طالما نتمسَّك بهذا الإرشاد – وأيضاً الإرشادات الأخرى التي يمنحنها الربُّ إياها – سنكون حقاً أناساً مخلصين وصادقين؛ وبهذه الطريقة، سنرضي أبانا السماويِّ. لذلك، يستحق الأمر الثبات قدَّام العليِّ من خلال تتميم كلّ ما يقوله لنا، بكلِّ إخلاص. لذا، لا ترفض ما يوصله إليك الروح القدس من خلال الكلمة.
ليس هناك شيء أفضل من كونك بلا لوم وسط جيل ملتوٍ. يجب على أولاد الله أن يكونوا هكذا، فيستطيع الله استخدام شهادتك كي يقود الآخرين نحو ملكوت النور. وبلا شك، أولئك الذين تعاونوا مع الربِّ سيكافؤون مكافأة عظيمة في يوم الحساب.
إنَّ جيلنا ملتو. إن كنَّا لا نكرز بالإنجيل في القول والعمل، سيتوجَّه الملايين من الناس إلى الهلاك. فأعظم عمل يتمُّ تنفيذه على وجه الأرض هو قيادة أقربائنا لفهم أنَّه هناك، في المسيح، الغفران والتغيير الكامل للجميع. من المؤسف جداً رؤية بعض الناس يسلكون الطريق المعاكس، متوجِّهين نحو الهلاك الأبديِّ، بينما يجب أن يأخذوا خطوات يوميَّة نحو السماء.
ينبغي أن نُنير كأنوار الله. فلا يجب أن نخفي أنفسنا بسبب أعمال الضالِّين الشريرة. في الحقيقة، ليس أحد يوقد سراجاً ويضعه تحت المكيال، بل على المنارة (لوقا 16:8). لذلك، من واجبنا نشر محبة ومسحة الربِّ لأولئك الذين يجدون أنفسهم في الظلمة، مستخدمين سلطاننا لتنجيتهم من براثن الشيطان.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز