رسالة اليوم

23/05/2019 - احذر من الخداع!

-

-

"وَإِنَّمَا أَقُولُ هذَا لِئَلاَّ يَخْدَعَكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ مَلِق." (كولوسي 4:2)

 

 

إنَّ أكثر الخطط تعقيداً التي يستعملها إبليس لإبعاد المخلَّصين عن محضر الله هي استخدام وسائله المخادعة لخداعهم – أولئك الرجال والنساء غير المتمسّكين بهدف طاعة أبينا السماويِّ. يسعى العدوُّ جاهداً لجعل أولاد العليِّ يلتفتون إلى أكاذيبه، فيكون حينها قادراً على إبعادهم عن الربِّ. إنَّ فن إغراء الشرير أكبر جداً ممّا نتخيَّله.

 

أوضحَ يسوعُ في مثل الزارع أنَّ غرور الغنى يجعل الكلمة غير مثمرة (لوقا 5:8-15). والآن، يتطلَّع الجميع تقريباً للحصول على موارد ماليَّة أكثر؛ لكن، لفعل ذلك، ينتهي الأمر بالكثيرين منهم بخسارة أخلاقهم الحميدة بواسطة ارتكاب جرائم وحشيَّة وخيانة زوجيَّة وتهريب المخدرات وممارسات نجسة وشنيعة أخرى. ومع ذلك، فإن فضح عمل الله، للأسف، أسوأ ما في الأمر.

 

دائماً ما تسبِّب الأكاذيب ألماً كبيراً لجميع الأشخاص. في بعض الحالات، من المحتمل أن تكون الخسارة ماليَّة، وفي حالات أخرى، تكون أخلاقيَّة. لكن، في كلتي الحالتين لن يكون للخراب نهاية. الحقيقة هي أنَّ الشيطان لا يملك القوَّة على إجبار أحد لفعل إرادته؛ فهو يحاول فعل ذلك فقط. لذلك، أولئك الذين لا يثبتون في الإيمان يُلزمون بفعل ما يرضي العدوَّ، وهكذا سيعانون من العذاب الأبديِّ.

 

لقد ارتكبت حواء الإثم العظيم بسبب حديثها مع الحيَّة، بالنظر إلى أنَّها لو لم تصغِ إليها لما أكلت من ثمر الشجرة الممنوعة. لذا، أولئك الذين يصغون إلى كلام العدوِّ هم أيضاً فاسدون، ومن المحزن أنَّ الذين يشعرون بفسادهم يبرِّرون ما هو خاطئ تماماً. وهكذا، سيدلُّ أي تصرُّف غير لائق على الاستمرار في طاعة الشخص الذي لا يجوز أن تكون على صلة معه.

 

من الممكن أن يحدث الخداع في كلِّ مناحي حياتنا. فقد تصبح مبهماً في اعتبار نفسك شخصاً متميزاً، ومن الممكن أن تظنَّ أنَّك غير ملزم لاِّتباع القوانين عندما يتعلَّق الأمر بإتمام الوصايا؛ وربما تنحصر بنقطة العجز عن رؤية أيَّ بديل، بغضِّ النظر عن ارتكاب الممارسات غير القانونيَّة. لذلك، يجب ألا تنخدع بكلام الإنسان الملق. تمسك بما تعرف أنَّه صائب، واخدم الربَّ بحسب حقائق الكتاب المقدَّس، ولا تكن ضحيَّة لأكاذيب الشرير.

 

في إعلانات (كولوسي 4:2)، يثبت الله أنَّه لا يريد أن يكون أولاده بذرة بين الأشواك والزوان. يبدأ بعض الناس جيداً في مشروع ما إلى أن يأتي العدوُّ إليهم، وبالتالي، بأكاذيبه الفظة، ينتهي بهم الأمر منساقين إلى خداعه. لذلك، عندما تنفتح أعينهم يدركون كم كانوا مخدوعين. وهذا هو سبب فشل العديد من الزيجات والثروات البائسة والموت المبكِّر.

 

لذلك، احذر من الكلام الملق، آخذاً بعين الاعتبار أنَّه يمتلك القوَّة ليعمي ويغري الناس ويحوّلهم بعيداً عن العليِّ وبركاته؛ وهذا بسبب حقيقة أنَّ الخداع الموجود في هذا الكلام قويٌّ جداً. تكون نهاية أولئك الذين لا يتمسَّكون بالإيمان ويصغون إلى حجج الشرير الضياع في الأكاذيب الفظَّة. لذلك، لا تسمح أن تكون الكلمة، التي فتحت عينيك يوماً ما، بلا ثمر.

 

 

محبَّتي لكم في المسيح

 

د. ر. ر. سوارز