-
-
"فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ." (بطرس الثانية 11:3-12)
يجب أن يتحقَّق النصُّ الكتابيّ السابق حسب خطة الربِّ. على الرغم من محاولة الأمم استخدام كلَّ أنواع وسائل التدريب الغريبة؛ مثل أسلحتهم الذرية، أو حتى التجرؤ على تصنيع أخرى، لن يقدروا منع مجيء ملك الملوك المنتصر. في الحقيقة، لن يجدي نفعاً كلّ ما يعمله الإنسان من ذاته بخلاف المجد الذي سيظهر في ذلك اليوم الذي به سيضع الله نهاية لكلِّ تلك القطع الأثرية الهندسية، وستكون النتيجة أقوى نسبياً من صراع نملة صغيرة مع المليارات من الفيلة.
ضع هذا في الاعتبار، أيُّ أناس ينبغي أن نكون بما أنَّ المستقبل لن يكون سوى ظهور قداسة الربِّ؟ حسناً، يجب أن نستعد كيلا نيأس هنا. لذلك، لا تستهن بالقداسة وأخرج الشرَّ من قلبك. واستعمل "الماء الحقيقيِّ"، أي كلمة الله؛ لغسل ذهنك من كلِّ نجاسة، ولا تسمح لأيِّ فكر أو شعور شرير أن يسكن في داخلك، لأنَّ هناك أمر صريح: لن يرحم الله أولئك الذين يحتقرون تنبيهاته المقدَّسة (الأمثال 16:19).
هناك مفر واحد من ذاك اليوم المروع القادم على الجنس البشريِّ: العيش في القداسة والتقوى (بطرس الأولى 16:1). لا تهمل خلاص نفسك! يفقد الشباب والشابات كلَّ يوم حياتهم بسبب ذاك الإثم، ولا يتوقع أحباؤهم موتهم بهذه السرعة! فكم واحد منهم أسلم نفسه للزنا والعلاقات الجنسية خارج الزواج؟ وللأسف، لن يروا الربَّ (متى 8:5، العبرانيين 14:12)، وسيختبرون الموت الثاني (رؤيا يوحنا 8:21).
يطالبنا هذا النصُّ المقدَّس أن نكون مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ. عليَّ أن أسترعي انتباهك، مرة أخرى، إلى حقيقة عدم الاستهانة بقداسة الربِّ! نظِّف نفسك من كلِّ قذارة! ولا تعطِ الأفكار النجسة مكاناً في قلبك! (أرميا 14:4، مزمور 3:49، لوقا 35:2)، انتظر واصبر ليوم الربِّ! ولا تفشل في الاهتمام بتدريبك الجيد، والبس دائماً الثياب البيضاء التي منحك إياها الله! استعد بشكلٍ أفضل وأسرع، لئلا يجيء "اليوم" فتكون غير مهيئ وتنضم إلى جماعة الضالِّين. بل استعد للانضمام إلى المخلَّصين، عوضاً عن ذلك!
لا يوجد كلام يصف الحدث العظيم الذي سيشهده الناس: يوم فدائنا المجيد. في ذلك الحدث، ستنتهي معاناتنا، وسنسكن مع الحمل القدُّوس بشكلٍ دائم – طالما أصغينا لتحذيراته. والآن، انتبه! فلن توجد فرصة أخرى. لذلك، تصالح مع العليِّ حالاً! ما الغاية من تأجيل ذلك القرار؟ إذا كنت تفعل ذلك فأنت تخاطر بالعثور على الباب المفتوح لك الآن!
لم يشهد الناس حدثاً مذهلاً ورائعاً كالذي سيحدث عند مجيء المسيح (تثنية 1:12، مرقس 19:13)، وبحسب (بطرس الثانية 11:3، 12) تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ. فسيتمُّ تصغير كلَّ شيء إلى كتلة واحدة، ولن يظلَّ مكاناً مخفياً إلا ويظهر وينكشف. وبعد ذلك، ستُهلك نيران الله جميع الخطط المختبئة التي عملها الناس للهرب، لذلك لن يُترك أيُّ شيء هنا.
عندما يمنحنا القدير فهم كلمته، يدعونا للتملُّك على ما تمَّ إعداده لنا. وبالتالي، أولئك الذين يتجاهلون الدعوة الإلهيَّة لن يفقدوا فقط ما أنعِم عليهم، بل أيضاً سيذهبون إلى العذاب الأبديِّ. لذلك، الاشتراك في الخلاص والبركات الناتجة عن صلاح العليِّ هم الخيار الأفضل. كن حكيماً واحصل على ما هو معيَّن لك قبل أن تهلك النار كلَّ شيء. أين تتوقع تمضيَّة الأبديَّة؟
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز