-
-
"أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ." (يوحنا الثالثة 11:1)
منذ بداية العصور، انغمس الناس في الأعمال الشريرة. وللأسف، فشل العديد منهم في إدراك الخطر الطويل الأمد، لأنَّهم في اليوم العظيم سيُحاسَبون كلَّ واحد حسب عمله. فستتمُّ مجازاتهم من قبل الديَّان العادل، الربِّ يسوع، الآتي ليجازي كلَّ واحد كما يكون عمله (متى 27:16). إذا كنت تريد اجتياز تلك الدينونة بلا إدانة، ابدأ في الالتزام بالتوجيهات الموجودة في كلمة الله وطهِّر قلبك من الشرِّ.
لا يجب أن تكون الأعمال الرديئة بمثابة دروس لشعب الله لأنَّها أعمال متمرِّدة ضدَّ الإرادة الإلهيَّة، والذين يمارسونها سيواجهون غضب الربِّ. يعطي الشخص الأنانيّ، الذي يفكر دائماً في مصلحته، شهادة سيئة؛ لكنَّ هذا التصرُّف يجب ألا يكون مقبولاً من أيِّ أحد. هذه هي أسوأ التجارب لأنَّها تقود الناس إلى فقدان الوعود الإلهيَّة، لأنَّه مكتوب: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ." (أعمال الرسل 35:20).
سيواجه الأشرار الظالمين المصاعب دائماً. ليس شيء أسوأ من المشي في الليل بالظلام الدامس. فأولئك الذين يعرفون أن يفعلوا حسناً ولا يفعلوا يجدون أنفسهم في هذا الظرف: في ظلمة روحيَّة محضة (يعقوب 17:4). ولكن، يملك الأولاد الطائعين القوَّة على فعل الصَّواب طالما أنَّهم لا يتمرَّدون على التعاليم الإلهيَّة.
من الجيد اتِّباع مثال يسوع، الذي تعيَّن ليجول يصنع خيراً. وليومنا هذا، يواصل الله تعيين أولاده، فبذلك، يجولون يصنعون نفس الأعمال التي صنعها معلِّمنا في أيامه. اقرأ في الإنجيل عن تعاليم المسيح وأعماله وأحكامه، واعمل بنفس الطريقة. يجب أن تحذوَّ حذو مخلِّصنا، فهذه هي مشيئته من جهتنا. تمكِّننا قوَّته من مساعدة أولئك الذين لا يعرفون امتيازاتهم في المسيح.
ليس هناك أدنى شكٍّ حول حقيقة أنَّ من يفعل الصلاح هو من الله، لكن الذي يفعل الشرَّ لم يبصر الله – مما يعني أنَّه حتى ولو كان الظالم الشرير عضواً في أحسن كنيسة، لا يزال خادم للشيطان. وأنت، من تخدم؟ هل استخدم الروح القدس حياتك أم أنَّك آلة بين يديِّ العدوِّ؟ ليس من الجيد أن تعبث بهذه الحالة الحرجة، فإنَّ خلاصك على المحكِّ. لذلك، انتبه! إنَّ الله أبٌ لأولاده فقط!
أنا أشفق على أولئك الذين لا ينتمون لله لأنَّ حياتهم ستتعرَّض دائماً للمصاعب بواسطة الأرواح الشريرة. ليس فقط اللصوص والقتلة والزناة يفعلون الشرَّ، بل أيضاً الذين يعرفون أن يعملوا حسناً ولا يعملوا! فلن يحظوا بالسلام مطلقاً؛ وسيكونون دائماً في المتاعب وسيجتازون في المعاناة. وبعد ذلك، لن يُحاط بالحماية الإلهيَّة أولئك الذين يعملون بعدم أمانة ضدَّ الكلمة الإلهيَّة.
يوكِّد الكتاب المقدَّس: أولئك الذين يفعلون الشرَّ لم يبصروا الربَّ الإله. وفي الغالب، يستحيل معرفة القدير بدون الشعور بمحرِّك داخليٍّ لمساعدة الناس.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز