-
-
"لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا." (مزمور 2:124)
إنَّ وقوف الربِّ إلى جانبنا هو أعظم بركة ننالها. ليس من الصعب التمتُّع بهذا الامتياز، لأنَّه سبق وأعطانا كلمته. إذا كان هذا الامتياز متاحاً لنا، فلماذا لا نستغله؟ أولئك الذين يقف الربُّ بجانبهم لا يُهزَموا في أيِّ معركة. وبالنسبة لنا، كمؤمنين، مولودين ثانية ومتمِّمين لوصاياه، نملك أعظم من هذا: سكنى القدير فينا!
يتحدَّث كاتب المزمور عن وعود شعب الشريعة – الوعود التي لنا أيضاً. والآن، لنا الثقة بسكناه فينا. لذلك، ليس هناك ما يدعو للخوف من أنَّ محاولات الشيطان ستجعلنا نتعثَّر؛ وبعد ذلك، لن يسمح أن يصيب أولاده الأذى من قبل فخاخ العدوِّ وأجناده.
عندما حثَّ معلِّمنا المؤمنين به على الكرازة بالإنجيل للخليقة كلِّها (مرقس 15:16)، أكَّد لهم أنَّه سيكون إلى جانبهم إلى انقضاء الدهر. ولكي يحدث ذلك، كان عليهم الذهاب ليخرجوا الشياطين ويضعوا أيديهم على المرضى فيبرؤون؛ أن يقوموا بكلِّ هذا باسم الربِّ. وطالما أنَّهم تمَّموا تلك الوصية، كان الله معهم.
بالمناسبة، هذا هو مفتاحنا لاستقبال البركات. إنَّ المسيحيين الذين لا يهتمُّون بمعرفة التعاليم الإلهيَّة، ولا يتمِّموها بعد اكتشافها، لن يحصلوا على الحضور الإلهيِّ ولن تعمل قوَّة الله لصالحهم. اسعَ لفهم ما يريدك القدير أن تفعل وتمِّم مشيئته. وهكذا، سيكون معك.
ماذا سيفعل أولئك الذين لا يملكون الربَّ إلى جانبهم؟ لن يستطيعوا المقاومة عند مواجهة الهجمات الشريرة. يقود بعض أولاد الله حياتهم بتهاون، كما لو كانت الحياة الروحيَّة غير حقيقية. وبالتالي، عندما يهاجمهم الشرير ييأسون ويبدؤون بالتصرُّف بالطريقة التي تسرُّ العدوَّ: بخلاف الكلمة المقدَّسة. وأيضاً، الذي لا يتمِّم الوصايا الإلهيَّة لن يحظى بالربِّ إلى صفِّه.
لا نعلم عدد الرجال والنساء الذين قاموا على شعب الله كما مذكور في الكتاب المقدَّس، أو مدى قوَّتهم، لكنَّهم كانوا كثيرين في الغالب، لأنَّ الملك داود شعر أنَّ قوة مهاجميه أعظم من تلك التي لشعبه. ومع ذلك، حتى عند مواجهة الكثير من الأعداء؛ ولأنَّه خدم الله القدير، شهد هو وأتباعه كم أنَّ وجود الله معهم قيِّماً: كان خروجهم أعظم مما تخيَّل!
لقد انهزم الأعداء لأنَّ العليَّ مع شعبه – وما يزال يحدث المثل حتى يومنا هذا، فالله لم يتغيِّر! في الواقع، لدينا أعظم كائن، خالق كلَّ الأشياء، والشخص الذي يملك كامل السلطان في السماوات وعلى الأرض. إنَّ القدير معنا ليمنحنا الانتصار!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز