-
-
"فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ ذلِكَ أَجَابَ الشَّعْبَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هذَا؟ وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا، كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هذَا يَمْشِي؟" (أعمال الرسل 12:3)
ستتحقَّق دائماً وعود الربِّ يسوع طالما أنَّك تؤمن بوصاياه، وتستخدم سلطانك بإيمانٍ. وسيرى أولئك الذين يقرِّرون فعل العمل الإلهيِّ أنَّ الله مستعد للاستجابة لكلِّ ما يطلبه خدَّامه طالما أنَّهم يعملون باسمه. لقد بدأ هذا الأمر عندما صرَّح الربُّ يسوع أنَّ الذين يؤمنون به سيعملون نفس الأعمال التي عملها (يوحنا 12:14).
كان شفاء ذاك الرجل الأعرج من قبل أمرِ الرسول بطرس موقفاً إيمانيَّاً. فأجاب الرجل الذي كان يسأل منه الصدقة. وبعدها قال بطرس ليس له فضة ولا ذهب، لكنَّه سيعطيه ما كان له. وبعدها، أمر الأعرج بالوقوف والمشي باسم يسوع. كان يتصرَّف بطرس بناء على تصريحات معلِّمه، الذي أكَّد له أنَّه مهما طلب باسمه سيفعله. ومن ثمَّ، قد تمَّ ما لم يفعله أحد حتى هذه اللحظة.
ركض الأشخاص الذين شهدوا هذا الحدث إلى الرسول كما لو كان شخصاً فريداً. لكن لأنَّه كان يعلم أنَّ هذا العمل لم يتمَّ بجدارته الشخصيَّة، سألهم عن سبب تعجُّبهم. إذاً، على خدَّام الله الانتباه لهذه الحقيقة: قد يستخدمهم الآب لفعل أعمال عظيمة، لكن عليهم ألا ينسبوا لأنفسهم المجد الذي ينتمي للشخص الذي يصنع العجائب.
كان الجميع ينظرون إلى بطرس ويوحنا باهتمام بسبب ما حدث للتوِّ، لهذا سألهم الرسول عن سبب تعجُّبهم. يجب أن يكون الذين يستخدمهم الله صريحين، وأيضاً أن يتجنَّبوا قبول الثناء على شيء مميزٍ قاموا بفعله. مهما كان تكريسنا عظيماً، لن يجعل قوَّة الله تعمل في حياة أحدهم، بل فقط إرادة الله. ينتمي المجد للعليِّ، وينبغي أن يُنسَب له دائماً.
أعلن بطرس أنَّهما لم يجعلا هذا الرجل يمشي بقوَّتهما الذاتيَّة. في الحقيقة، لن يحصل الأمر مطلقاً بواسطة قوَّة بشرية، أو أيِّ كنيسة أو عقيدة، لكن تلك البركات ستُمنَح لأولئك الذين يجاهدون. تنتمي القوة التي تنتج تلك التغيُّرات إلى الربِّ وهو يقوم بالعمل كما يشاء - إن كانت تتعلَّق بالشفاء أو أيِّ معجزة أخرى. ويلٌ للذين يعتبرون أنفسهم أقوياء أو فريدين. والآن، الحقيقة هي أنَّ جميع المخلَّصين الذين يعيشون في القداسة بإمكانهم أن يكونوا مُستخدمين لإتمام العمل الإلهيِّ.
إنَّ التقوى مهمَّة؛ ليست تقوانا بل التي للربِّ. فالتقوى الأكثر شيوعاً ليست منتجاً لإرادة أو جهد شخص ما؛ بل هي منتج روح الله. وكما صلَّى يسوع لأجلنا كي نكون مقدَّسين، قال إنَّ هذا سيتمُّ فقط في حقِّه (يوحنا 17:17). أولئك الذين يحاولون تقديس أنفسهم بطرق مختلفة يواجهون دائماً المتاعب، لأنَّهم لا يستطيعون التخلُّص من الشهوة، ولا يهمُّ مدى سعيهم في المحاولة. إنَّ القداسة أمر محصور بعمل الربِّ بواسطة كلمته.
وكي نعيش بالحقيقة في محضر العليِّ، علينا أن ننسى كلَّ شيء سبق وتعلَّمناه من الديانات. فقط الذين يتعلَّمون من كلمة الله يستطيعون عيش حياتهم في القداسة. وبدون قداسة الربِّ لن يستطيع أحد أن يُستخدَم من قبله. بالتأكيد، لن يكون لنا أدنى قدرة لتحقيق القوة أو القداسة للعمل باسم الربِّ إلى أن يتمَّ مساعدتنا منه. لذلك، من خلال اتِّباع توجيهاته، سنُستخدَم في العمل المعيَّن لنا من الله.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز