-
-
"إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ." (18:66)
يعلن الربُّ في (إرميا 9:17) أنَّ قلبنا نجيسٌ. هل بإمكانك تخيُّل كيف سيصبح قلبنا إذا سمحنا للخطيَّة أن تسكن فيه؟ في الحقيقة، سمح الكثيرون بذلك، لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. (مرقس 21:7).
كلُّ هذه الأمور تخرج من قلب الإنسان (مرقس 23:7)؛ لذلك من الصَّواب عدم الاستسلام لأيٍّ منها أو لأيِّ أمور غيرها لم يُشار إليها في القائمة المذكورة، لأنَّها ستقودنا إلى الهلاك. عليك أن تنتهر كلَّ شر وخطيَّة وإلهام شرير؛ وبخلاف ذلك، لن يقدر الربُّ على الاستجابة لطلباتك وصلواتك. وبالمناسبة، ليس هناك أمر أسوأ من ألا تكون محطَّ أنظار العليِّ.
إنَّ الخطية مخادعة، فهي خطَّة الشرير الذي بطريقة لا نظنها ممكنة، يعمل بلا كللٍّ ليسبِّب لنا الأذى؛ وأيضاً، هدف العدوِّ الرئيسيِّ هو إخراجنا من محضر الله إلى الأبد. يحتقر أولئك الذين يخطئون لكن لا يتوبون العديد من تحذيرات الكتاب المقدَّس، ولهذا السبب لن يكون لهم عذر في يوم الدينونة. فلن يعفي عدم التيُّقظ أيَّ أحد من الذنب، كونهم يملكون المعرفة إزاء ما يقوله الكتاب المقدَّس عن واجب أولئك الذين يدعون أنفسهم "مسيحيين".
إنَّ الخطايا التي تُرتَكب في قلوب الناس هي الأسوأ لأنَّها غير مرئيَّة. عندما يُمسَك أحدُهم في فعل الخطية، بإمكان شعور الخزيِ أن يقوده للتوبة، لكنَّه إذا انخرط في الإثم سراً في قلبه، واستطاع خداع جميع من هم حوله، سينتهي به الأمر بوضع معقد للغاية، لأنَّه في يوم الحساب ستُكشَف للعلن أفكارهم أيضاً. ونتيجة لذلك، لن يحظوا بخيار آخر، لكن فقط التوجُّه نحو البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.
لأنَّ العليَّ قدُّوس لا يستطيع أن يكون على علاقة مع الذين يحبِّذون فعل الخطية في نفوسهم؛ وهذا هو السبب تحديداً في عدم استجابة صلوات الكثيرين. والآن، أولئك الذين يخطئون في قلوبهم ولا يعترفون لله، يرتكبون بالحقيقة خطيَّة أخرى: خداع أنفسهم والمحاولة في خداع أبينا السماويِّ.
لذلك، إن كنت تراعي إثماً، لماذا لا تعترف به للعليِّ وتطلب خلاصك منه الآن؟ إنَّ تفويت الفرصة في التخلُّص من الخطايا المخفيَّة هو أمر شرير جداً يجب عليك التخلُّص منه. لطالما فعل بعض الأشخاص هذا في حياتهم، فانظر إذا كنت تفعل المثل، وتُبْ أمام الربِّ الأمين والعادل كي يغفر لك خطاياك ويطهِّرك من كلِّ إثم (يوحنا الأولى 9:1).
لا تُجدي الخطية نفعاً؛ فهي مكيدة نصبها الشيطان ليقاومك في كلِّ مكان. خُضْ المعركة بجديَّة كي تتخلَّص من كلِّ الخطايا الخفيَّة قبل أن يُقضى عليك. عندما تتطهَّر من كلِّ النجاسة، ستلاحظ أنَّ الحاجز الذي أبقاك بعيداً عن الآب قد تمَّت إزالته، وأنَّ الربَّ الإله أصبح صديقك، وحينها ستقدر على التصرُّف بحريَّة في حياتك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز