-
-
(٣٢ فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَالَ:«مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟» ٣٣ قَالاَ لَهُ:«يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا!» متى (33-32:20
عندما سألَ الرّب يسوع الأعميان: مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟ أجابا من غيرِ تردُد: يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا! يُذكر في إنجيل مرقس أنه كانَ هناك أعمى واحد اسمه بارتيماوس، وربما هذا حدث لأنّ كاتب النّص المقدّس فضّل أن يُركِّز على أحدهم، لكن الملفت للنظر هو الرّد الواضح والحازم على سؤال الرّب يسوع!
- لا يوجد سرّ، المفارقة الأكبر هنا، أنّه على الرّغم أنّه من السهل أن نكون في محضر الرّبّ، إلّا أن نصائح الآخرين الذين لا يعرفون تماماً ما يعلّمه الكتاب المقدّس، تجعلنا نؤمن أنّ الوقوف أمام الرّبّ شيء صعب، بالإضافة أن ذلك يقودنا للقيام بطقوس دينيّة بدلاً من إرشادات الكتاب المقدّس.
وللأسف، هذه النّصائح السيّئة تنتصر على الحقيقة الروحيّة في حياةِ كثيرين، وهذا يحدث لأنّ عدد قليل من الناس يكرّسون وقتاً لقراءة الكتاب المقدّس يوميّاً، وللصّلاة أيضاً، وبالإضافة لذلك، كثيرون يذهبون إلى الكنيسة ليس لسماعِ الكلِمة أو التواصلِ مع الرّب، بل لخوفِهم من الجحيم، أو لينالوا بركة معينة.
- وضوح وحزم، بالتأكيد، تعلّم الأعميان عن الرّبّ يسوع، و سمعا أنّه ابن الله، المسيّا، فعندما سمع الأعميان أن جمهور كبير يسير وراء الرّب يسوع بالقربِ من أريحا، بدءا يصرخان بصوتٍ قوي ارحمنا يا سيد، بالرّغم من أنّهما لم يكونا قادرين على رؤيتِه.
يا له من درسٍ نتعلمه منهما!
لا يوجد ما هو أهم من الشعور بحضور الرّب في خدمةٍ ما أو في الخلوةِ اليوميّة معه، لا يجب أن نسمح لأفكارنا أن تأخذنا لإتجاه آخر، فقد حان الوقت لنصرخ للرّب ونتضرّع من أجلِ المعونة الإلهيّة، وكأن هذه الخدمة هي آخر خدمة أو آخر صلاة لنا في هذا العالم، فهذان الأعميان ربّما لن تكون لهما فرصة أخرى، ليساعدهما الرّب، لأنّه لن يجتاز من هذا الطريق مرّة أخرى.
فسألهما يسوع: مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟ لم يكن لديهما أيّ طلب آخر سوى أن تُفتح أعينهما، فعندما تشعر أنّك في محضر الرّب عبّر بكلّ وضوح وحزم عما تريده منه.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز