-
-
"وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ." (متى 14:21)
لقد اتَّخذ هؤلاء النّاس القرار الأمثل برجوعهم إلى الشَّخص الذي يملك كامل السلطان لتغيير كلِّ حالة حرجة. إنَّ الفشل في انتهاز الفرصة لمقابلة معلِّمنا ليس بتصرُّف حسنٍ البتَّة، بالنظر إلى أنَّه لن يكون من المحتمل لنا أن نرجع إلى الله في كلِّ حين. لذلك، ينبغي ألا تفوِّت فرصة الحضور في الكنيسة، وألا تفشل في الإصغاء إلى الرسالة حالما يلقيها الواعظ.
إذا كنت تجتاز في ظروفٍ صعبة، عليك الرجوع إلى يسوع الآن. وعندما تلتقي بالربِّ، حدِّثه عن كلِّ ما يقلقك، وبعدئذٍ، بإمكانك أن تطلب منه الحلَّ لجميع مشاكلك، وثق بأنَّه قد سمعك حقاً. يكمن السرُّ في الوصول إلى الحلِّ مع المسيح، عند انتهاء وقت صلاتك يجب أن تؤمن بأنَّه استجاب لجميع طلباتك. حينئذٍ، عليك أن تنتهر باسمه كلَّ ما يسبِّب لك القلق من خلال المطالبة بانتهاء عمل إبليس ضدَّ حياتك وانهزامه.
لا نجد في الكتاب المقدَّس حالة واحدة تخبرنا إنَّ المسيح صرف أحدهم فارغ اليدين، فجميع الذين طلبوه نالوا طلباتهم. والآن، علينا التقرُّب إليه عند اتِّخاذنا مواقف تتوافق مع فهمنا لكلمة الله. يضيِّع الذين لا يصغون إلى إرشادات كلمة الربِّ فرصة امتلاكهم لتجارة مربحة – أي مقابلة ربِّ الكون. هذا الاجتماع مخصَّص لكلِّ شيء يعترض طريقك الآن.
إنَّ تمنِّي طلب يسوع هو دليل قاطع على البركة التي ستنالها، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الإرادة التي تظهر في قلبك لطلب الله تأتي منه شخصيَّاً، فلن يستهين معلِّمنا بالإيمان مطلقاً. عندما تشعر برغبة في الصلاة وقراءة الكتاب المقدَّس وحضور خدمة ما، بالرغم من أنَّه قد لا يكون يومك المعتاد، عليك ألا تضيِّع الوقت، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ من يطلب يجد (متى 9:11). إنَّنا نفتقد لأمور كثيرة في الحياة علينا معرفتها. الله، الآب الحقيقيِّ، عندما يدرك معاناتنا بسبب هجمات العدوِّ، يفتح بصيرتنا كي نرجع إليه وبالتَّالي نحصل على الحلِّ الذي نحتاج.
إنَّ الربَّ قادر جداً أن يشفينا من كلِّ مرض وينجِّينا من كلِّ التجارب ويقودنا بأمان ودقَّة. لهذا السبب عليك ألا تبتعد أبداً عن "المصدر الحقيقي" يشفي يسوع جميع الذين يرجعون إليه. في بعض الأحيان يبدو لنا أنَّه لا يرينا المنفذ، لكن يحدث هذا بسبب حاجتنا للتدريب. إذا كنَّا عديمي الإيمان، لن ننال أي شيء بالمقابل. لهذا السبب، من الجيد التقرُّب إلى الربِّ بالصلاة والإصغاء لصوته، وهكذا، عندما ترى أنَّ إيمانك ينمو سيستجيب لك من خلال إعطائك الحل الذي تحتاجه كثيراً.
في الحقيقة إنَّ مخلِّصنا لا يبخل بالاستجابة للذين يتقدَّمون إليه بالإيمان. فيما مضى، لقد تبارك بشكلٍ عظيم جميع الذين تقابلوا مع يسوع. والجنود أيضاً الذين تمَّ إرسالهم للقبض عليه، رجعوا قائلين إنَّهم لم يروا قط أحد يتكلَّم بهذه الحكمة مثل المعلِّم.
لا تهتم بما يُقلقك الآن، عليك الطلب كي تكون مع المسيح، وبالتَّالي، سترى أنَّ العاصفة قد مضت. إنَّ العجائب التي صنعها يسوع لأولئك الرجال والنّساء، سيصنع مثلها لأجلك أيضاً. هو نفسه اليوم، وكما كان في الماضي، وهكذا سيبقى إلى الأبد (العبرانيين 8:13).
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز