-
-
"تَجَلَّدْ، وَلْنَتَشَدَّدْ لأَجْلِ شَعْبِنَا وَلأَجْلِ مُدُنِ إِلهِنَا، وَمَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ يَفْعَلُ." (أخبار الأيام الأول 13:19)
إنَّ العلاقة الموصوفة في أخبار الأيام الأول والآية 19 بين العمونيِّين والسورييِّن تحوَّلت إلى كونها أكبر اتِّحاد تمَّ تأسيسه ضدَّ إسرائيل. بعدها أغضب بني عمون داود بقطع لحى المرسلين من قبله لتعزية موت ملكهم، اجتمعت جيوش كثيرة للمحاربة ضدَّ شعب الله، وللقيام بذلك تمَّ إنفاق مبلغ كبير من المال ليستأجروا لأنفسهم ثلاثين ألف مركبة، وكذلك لاستدعاء فرسان لا حصر لهم من بلاد ما بين النهرين، من الملك السوري وأولئك من صوبة.
كان يوآب القائد الأعلى لجيش إسرائيل وتمَّ إرساله إلى الحرب مع الرجال الشجعان. فقسم قواته إلى مجموعتين: تواجه مجموعته السوريِّين، وأبيشاي أخوه العمونيِّين. من ثمَّ إذا احتاج أحدهم إلى المساعدة سيأتي الآخر لمدِّ يد العون. لقد أعلن القائد الأعلى لأخيه عن سرِّ نجاحه: "تَجَلَّدْ، وَلْنَتَشَدَّدْ لأَجْلِ شَعْبِنَا وَلأَجْلِ مُدُنِ إِلهِنَا". ثمَّ صرخ قائلاً: "وَمَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ يَفْعَلُ."
والآن، هكذا يجب أن يكون موقفنا عندما نشارك في مشروع نعرف أنَّه سيكون إرادة الله لنا، وسيسبِّب هذا الموقف للعدوِّ اليأس والانهزام. يستطيع الشيطان الفوز في حياة أولئك الذين لا يستخدمون الأسلحة الروحيَّة (كورنثوس الثانية 4:10)، والذين لا يلبُّون الدعوة الإلهيَّة أيضاً. لذلك، كلُّ ما علينا فعله هو المقاومة بتصميمٍ مستندين على كلمة الله، وسيبقى الشيطان جباناً كالمعتاد.
لم يستطع السوريون التعامل مع ذلك، وبعدئذٍ فرُّوا وتتبَّعهم العمونيون. من ثمَّ رجع يوآب إلى أورشليم. لكنَّ قائد جيش هدد عزر الأعلى، ملك صوبة، نظَّم هجوماً جديداً ضدَّ شعب إسرائيل. وحالما علم الملك داود بذلك قام بجمع جيشه وقاد هجوماً مضاداً بهدم سبعة آلاف عربة وأربعين ألف رجل قدم. وبسبب تلك المجزرة، قام السوريون بخدمة داود ولم يعودوا مساعدين لبني عمون.
هذا ما نتعلَّمه مَّما تمَّ تدوينه: علينا ألا نوقف القتال ضدَّ قوى الشيطان. يجب هزمهم وإلا سنقع في مأزقٍ دائماً. فينبغي على الأجناد الشريرة معرفة أنَّك جندي للربِّ وأنَّك لن تفشل أبداً في إتمام التعليمات الإلهيَّة. وأيضاً، عليك فقط أن تقوى في المعارك وأن تتشجَّع فإنَّ العليَّ وعد بأنَّه لن يتخلَّى أبداً عن الذين يضعون ثقتهم به.
مثل داود، لن نتأثر أبداً. كلَّما كنَّا أقوى وصمَّمنا القيام بالعمل الإلهي كلَّما مدَّ العليُّ يد العون لنا. لذلك، مهما كانت القوة التي يستخدمها العدوُّ ضدَّك أو ضدَّ عائلتك عليك أن تكون متشدداً وقوياً. وهكذا، ستملك السلطان اللازم لهزمه على الفور.
قال يوآب لأبيشاي إنَّ عليهم المحاربة مع شعبهما ومن أجل مدن الربِّ الإله. عليك أيضاً أن تحارب لنفسك وعائلتك وشعبك وعمل الله. وبالتالي سينال الدعم الإلهي الذين يفعلون ذلك، آخذين بعين الاعتبار أنَّ الله لا يكون مع الأنانيين بل مع الذين يفعلون مشيئته.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز