"وَلَمَّا رَأَى أَرَامُ أَنَّهُمْ قَدِ انْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ أَرْسَلُوا رُسُلاً، وَأَبْرَزُوا أَرَامَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَأَمَامَهُمْ شُوبَكُ رَئِيسُ جَيْشِ هَدَرَ عَزَرَ." (أخبار الأيام الأول 16:19)

لقد أعطى يوآب رئيس جيش إسرائيل داود تقريراً عن طريقة انهزام العمونيِّين بالرغم من كلِّ أسلحتهم. في ضوء هذا التقرير، يُمكن للملك تقييم مدى المخاطر التي كان يواجهها شعبه، وبلا شكٍّ شكر الربَّ على نجاتهم. علاوة على ذلك، كونه اختبر نوع المسحة التي كانت عليه، شعر داود بسبب عودة عدِّوه أنَّه كان بحاجة إلى قيادة هجوم مضادٍ قام به بدون تردُّد.

في هجومهم الأول، لم يستطع أولئك الذين أبدوا الولاء لبني عمون أن يضاهوا الخبرة المميّزة والإلهيَّة لدى الإسرائيليين. لكنَّهم اجتمعوا معاً مرة أخرى بتصميمٍ لهزيمة شعب الله ونصبوا فخاخاً ثانية لإعدادِ هجوم. لكنَّ دواد علم أنَّه لا يجب العبث بفوضى العدوِّ ومخططاته، فجمع لاحقاً كلَّ جيش إسرائيل لمقاومة أولئك الذين أرادوا تدمير الشعب.

حيث إنَّ قوى العدوِّ اجتمعت ثانية وتوجَّهت نحو شعب الله ولم يأخذوا وقتاً طويلاً للوصول إلى شوبك رئيس جيش هدد عزر. والآن، علينا عدم التقليل من شأن الهجمات التي قد تبدو تافهة، ولهذا السبب من المهم جداً تذكُّر تحذير الربِّ يسوع هذا: إِذَا خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ، يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. (متى 43:12-45، لوقا 24:11-26).

كون داود كان عالماً أنَّ خصمه عنيد وواضعاً في الاعتبار قوَّة جيشه؛ ذهب وراءه لمواجهته مع كلِّ جيش إسرائيل، فقد علم أنَّه لو قام بتأجيل الأمر فسيكون قد ارتكب خطأ فادحاً. إذاً عليك تعلُّم هذا الدرس، "صمِّم دائماً على مواجهة جميع القوى التي تأتي ضدَّك وعائلتك، ولا تتأنَّ بخوض المعركة عند أول إنذار، عازماً بكلِّ قلبك".

بالرَّغم من كلِّ قوة العدوِّ، تمَّ الإثبات مرة أخرى أنَّ الربَّ كان يتقدَّم شعبه بالنظر إلى أنَّ الهزيمة المفروضة على بني عمون أصبحت هائلة. نحتاج كأولاد للربِّ أن نضع في اعتبارنا أنَّ هناك عدوٌّ متربصٌ لنا، ولهذا السبب تحديداً يريد القضاء علينا. لكن لا تكترث أبداً بشأن مكان القتال أو أي هجمة قادمة ضدَّك، فنحن أعظم من منتصرين في كلِّ حرب (رومية 37:8).

لذلك، اثبت وقرِّر وصمِّم! هذا ما دفع السوريون إلى عدم مساعدة العمونيين فيما بعد. أولئك الذين يهربون من القتال أو الذين يتجاهلونه لا بدَّ من أنَّهم سيختبرون سلسلة من الفشل، إذاً لا تستسلم! إنَّ إبليس متأكد أنَّه من غير المجدي الوقوف ضدَّ حياتك. فالطريقة الوحيدة التي تجعلك تتمتَّع بالسلام هي الإيمان بالربِّ وعدم إعطاء خصمك مكاناً.

والآن، في ضوء تلك الحقيقة عليك أن تختبر نفسك وترى إذا كان هناك أي أمور خاطئة تجري معك الآن! ما الأذى الذي لطالما سبَّبه إبليس لك؟ إذا واصلت البكاء ستعطي إبليس القوَّة. لذلك، كن قوياً لممارسة سلطانك لأنَّ الذين يملكون العليَّ إلى صفهم لن يُهزموا أبداً.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز