-
-
"حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا." (العبرانيين 18:6)
يجب أن تؤخَذ التحذيرات المدوَّنة في الكتاب المقدَّس بجدِّية، آخذين بعين الاعتبار أنَّ الله لن يغيِّر حرفاً واحداً من الناموس. وبالرَّغم من أنَّه لا يزال يشفي المرضى وينقذ المأسورين ويخلِّص الضالِّين، لكن أياً كان الشخص ومهما كان ما يفعله وبغض النظر عن حسن نيته في القيام بالأمور إلا أنَّه إن استمرَّ في مقاومة الصوت الإلهيِّ سيتمُّ إلقاؤه في النار الأبديَّة حيث لن ينتهي العذاب ولا سخط الله (متى 41:25).
أولئك الذين يحتقرون قوة العليِّ، الشخص الوحيد القادر على إنهاء معاناة الناس، سيكون بالتأكيد قد فات أوان توبتهم، حينها سيحاسبون بسبب احتقارهم لجلدات وجروح الربِّ يسوع (إشعياء 4:53-5). والآن إنَّ الشفاء حقٌّ يجب أن يطلبه كلُّ ابن من أبناء الله إلا أنَّه من الممكن ألا يتمَّ على الأقل في هاتين الحالتين: عندما يكون الفرد بحاجة إليه لكنَّه يجهل هذه المسألة، وعندما يمارس الخطيَّة. ومع ذلك سيجد الإرشاد الإلهيِّ كلُّ الذين يطلبونه.
إنَّ الذين يعانون في التجارب هم مثل المرضى، فإنَّهم يسقطون سريعاً في فخاخ العدوِّ، حيث إنَّ الذين ينساقون وراء الشهوات يبدؤون برؤية جميع الآثام على أنَّها جيدة بدلاً من التغلُّب عليها. مما يولِّد فينا صبر أعمى مسبِّباً لطبيعتنا الانهزام الذي يجعلنا نحقِّق نوايا الناس السيئة في جعلنا أشخاصاً غير فعَّالين. فالذين يقعون في حبٍّ شديد يُخدعون بثلاثة أضعاف لأنَّهم يصابون بالعمى والصمم والجهل.
في الحقيقة إنَّ وراء كلِّ مرض عمل لقوَّة الجحيم، لذلك انتبه إذا كان هناك خطأ في حياتك، وبإيمانٍ وعزمٍ عليك أن تنتهره باسم يسوع. حتى أنَّ الشراهة في الأكل من الممكن أن تكون من فعل الشيطان للضرر بصحتك وجعلك تعاني، وبالتالي ستسبِّب لك الموت المبكِّر. ينطبق هذا أيضاً على الذين يستسلمون للمشروبات الكحولية حتى لو أنَّهم لم يدمنوا عليها بعد.
ليس هناك ما يدعو ابن الله أن يُسيطر عليه من قبل إثم لأنَّ الربَّ قد أعطانا التعزية السماويَّة التي تمدُّنا بالقوَّة اللازمة للتغلُّب على هجمات الشيطان. وبعد ذلك، يجب أن نحافظ على طهارة أجسادنا وأرواحنا ونفوسنا إلى يوم مجيء يسوع. لذلك ينبغي ألا تسمح لشيٍء، أيَّ شيءٍ؛ أن يحرمك هذا الظهور المجيد.
ليس من الممكن أن يكذب الله (العدد 19:23) فكلُّ كلامه ذو سلطان، لهذا سيتمُّ جميعه وسيكرم الله كلَّ ما نطقته شفتاه. في النهاية مهما بدا الوضع علينا ألا نخاف وألا نرضى بالفشل، فإذا رجعنا للعليِّ سينتشلنا بيده ويرفعنا لننال الانتصار.
لقد رأى في الماضي جميع الذين آمنوا في الوعود الإلهيَّة أنَّها تحقَّقت في حياتهم، الأمر الذي سيحصل مع الذين سيحذون خطاهم اليوم لأنَّ أبانا أمينٌ دائماً ولن يفشل في إتمام كلامه. إذاً آمن به!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز