-
-
"لَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِالْعَدْلِ، وَلَيْسَ مَنْ يُحَاكِمُ بِالْحَقِّ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ. قَدْ حَبِلُوا بِتَعَبٍ، وَوَلَدُوا إِثْمًا." (إشعياء 4:59)
حينما تملك النجاسةُ على قلب أحدهم ينتهي به الأمر بالفشل في أخذ المواقف الحكيمة، فبالرغم من تعرُّض هذا الشخص لهجومٍ عنيفٍ من العدوِّ إلا أنَّه يعجز عن رؤية يد الشيطان وراء ذاك الأذى. لكنَّ الذين هم على صلة بالربِّ وحدهم من يقدرون النجاة من هجمات الشيطان. في الواقع يمدُّ الله يد العون فقط لأولئك الذين يبحثون عنه في كلمته المقدَّسة والذين يخدمونه بإيمانٍ مبنيٍّ على إرشادات الكتاب المقدَّس.
فإنَّ مملكة الظلم تعمل في جميع بقاع الأرض، فما من مكان واحد في العالم لا يرتكب الشيطان به غدره الشرير، فإنَّ القحط والجشع لدى الكثيرين والزنا الأخلاقيِّ والروحيِّ هو ما نراه يحدث في كلِّ مكان. والأسوأ من ذلك، لا ينوي أحدٌ على طلب عدالة العليِّ، ولا أحد يصرف جزءاً من وقته في الصلاة للقدير لإنصاف المظلومين.
حيث إنَّ العديد من أعضاء جسد المسيح لا يزالوا يستصعبون فهم مسؤولية طلبهم العدل ونصر "الحقِّ"، ومع ذلك تبدو صلواتهم شديدة الضعف أحياناً. والآن يواصل الكثير من إخوتنا حياتهم كما لو أنَّ الشيطان ليس بحقيقةٍ وكما لو أنَّه لا يسرق ويقتل ويهلك (يوحنا 10:10). والخبر السيئ هو أنَّه لا يعمل هذا للضالِّين فقط بل أيضاً للكثير من المؤمنين الذين لا يطلبون من العدل إنصار الحقِّ.
للأسف يستمر العديد من الناس بالوثوق بأفكار غير نافعة وساذجة جداً. فبعض الطقوس الدينيَّة، حتى ولو كانت فخمةً، هي بالواقع عاجزة عن تنجيَّة المأسورين من قوى الشرِّ. وبرغم أنَّهم لم يروا عمل يد الله في المكان إلا أنَّهم لا يزالوا يتواجدون هناك، ولا يقدر البعض منهم رفض التديُّن، وهكذا يصبحون عاجزين عن التمتُّع بالبركات الإلهيَّة.
يكذب على أنفسهم والآخرين أولئك الذين لا يثبتون في الإنجيل، وأيضاً أنَّ الصلوات التي يرفعونها ليست سوى خداعٍ محض. فينبغي أن يصلِّي الإنسان لله فقط بشرط أن يكون قلبه ممتلئاً بالإيمان. والآن، الإيمان الكتابيُّ الحقيقيُّ لا يأتي من العدم؛ فيجوز علينا الإصغاء إلى كلمة الله كي يصبح ذاك الإيمان فعَّالاً في قلوبنا، وبالتالي يصبح الإنسان قادراً على قول الحقِّ من خلاله.
أولئك الذين لا يتمتَّعون بالمعرفة الكتابيَّة عادةً ما يرتكبون الخطأ بافتعال أعمالٍ غير نافعة ويلجؤون للذبائح والتضحيات وممارسات كثيرة أخرى لا تتوافق مع كلمة الله. لذلك إنَّ ما ينبغي أن يسكن فينا هي الحقائق المعلنة من قبل الربِّ، وخلاف ذلك سنتوَّرط بالاشتراك في ممارسات غير فعَّالة لم يطلبها الآب.
هذا وكلُّ ما يصنعه الإنسان بخلاف الوصايا الإلهيَّة ليس سوى إنتاج لأعمال أثيمة، فيجب علينا فقط فعل الأمور بالطريقة الصحيحة حينما نتمِّم تعاليم كلمة الربِّ. لا تتسرَّع بممارسةِ أمور لم يطلبها العليُّ منك! عندما تعرف الحقَّ سيحرِّرك الحقُّ (يوحنا 32:8).
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز