-
-
"لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً." (غلاطية 8:6)
إنَّ كلَّ ما نفعله ونقوله ونكتبه هو كالبذار التي نزرعها في قلوب الكثيرين. فالمواقف الشريرة تنتج زرعاً شريراً وأشواكاً ونباتاتٍ سامَّة والتي سيتوجَّب قطعها يوماً ما. والآن يحصد الصالحون الطعام الذي سيشبع الناس. إنَّنا بحاجةٍ لفهم سبب وجودنا في هذا العالم فقد تم وضعنا فيه لنكون زارعي الصلاح لإتمام خطَّة الله.
حيث إنَّه من الممكن أن يثير عدم الاحترام والكلمات الرديئة غضب أحدهم. وحده الربُّ يعلم مقدار أذية الشرير لحياة الناس. فيصل البعض إلى حدِّ الاقتناع أنَّه من العبث زرع الصلاح لأنَّ كل الأمور تجري بشكل مناسب مع الذين يفعلون الخطية. وهكذا يسمح أولاد الله للعدوِّ باستخدامهم عندما يعتبرون أنَّه ما من خطأ في فعل الإثم.
علينا أن نتخذَّ قراراً بشأن المكان الذي نزرع فيه وألا نتوقَّف أبداً عن فعل الأشياء الجيدة. فخلال مسيرتنا الأرضية ستُتاح لنا الفرصة في زرع البذور الصالحة، لكن إن لم نفعل سيتَّضح أنَّنا لن نحتفظ بموقفنا المحايد. فأولئك الذين لا يتكلَّمون بشكل لائق لا ينقلون المحبة الإلهيَّة باحترامهم ولا يظهرون أنفسهم كخدَّام حقيقيِّين لله، وأيضاً يسبِّبون الألم للآخرين، وعاجلاً أم آجلاً سيذرفون الدموع بسبب المثال السيئ الذي تركوه.
لا تكترث بشأن الذي يجرِّبك، فقط عليك ألا تدع الشيطان يُمسِك بك. فإنَّ محاولة تبرير أخطاءك بقول إنَّ الجسد ضعيف لا تنفع. تنصُّ كلمة الله بوضوح، التي ستديننا في يومٍ ما، إنَّه علينا ألا نعطي إبليس مكاناً (أفسس 27:4). تأكَّد من أنَّك لا تهتم بالطريق الذي يظهره الشيطان لك ولا للشخص الذي يظهر فيه! من الأفضل أن تبقى بعيداً عن مكائده الشريرة وهكذا لن تصبح زارعاً للبذار الشريرة.
اسعَ للزرع، وهكذا سيستمر الروح القدس بزرع البذار الصالحة في الحياة من خلال إعطاء الناس الحكمة والمشورة الصالحة وبقيادة الآخرين نحو مصيرٍ مثمر. وجاهد كيلا تدان بسبب سقوط أحدهم، كائنٌ من كان. وفي كلِّ وقت ثابر على قول الكلام الإيجابيِّ والحسن. واحذر من الابتعاد عن كلمة الربِّ، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الكلام المنطوق فعَّالٌ. فعندما تزرع للروح، أي الروح القدس، ستحصد أفضل ثمار على الإطلاق.
يبحث العدوُّ عن مجموعة جديدة من الناس مثل يهوذا الإسخريوطيِّ لخيانة الربِّ، لكنَّ الخصم مدرِّب شرير، بالنظر إلى أنَّه بمجرد حصوله على مساعدة شخص آخر فإنه عادةً ما يرد ذاك الفضل بكلِّ أنواع الشر والإثم. يبحث الله عن أناس حقيقيِّين ينحنون أمامه فقط، وبإيمان وعزمٍ، يجاهدون الجهاد الحسن حتى النِّهاية (2 تيموثاوس 7:4). لماذا لا تكون واحداً منهم؟
عليَّ تذكيرك بحقيقة أنَّنا كائنات أبديَّة، فليس من أعمال انتحاريَّة قادرة على إماتة أرواحنا. لذلك إن زرعنا أعمالاً صالحة، عندما سيحين وقت رحيلنا من هنا، سيرحِّب بنا أبونا السماوي هناك، لكن إذا استسلمنا لمشيئة الجسد والشرير فلن يرحِّب بنا الربُّ في ملكوته. سيسمع الكثيرون صوت العليِّ قائلاً: "اذهبوا إلى النار الأبديَّة". أصلِّي ألا يحصل هذا لك!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز