-
-
"يَا مُتَّقِي الرَّبِّ، اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ. هُوَ مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ." (مزمور 11:115)
ينقسم الناس روحياً إلى فئتَين: الذين يتقون الربَّ والذين لا يفعلون. هاتان الفئتان رئيسيتان، إلا أنَّه يوجد فئات أخرى. لكنَّ ما يهمُّ هو إيمان الشخص بالله، وهذا ما يجعله مطيعاً له.
سيفتقد الذين لا يتَّقون العليَّ لحماية أبيهم السماويِّ، لذلك سيتعرَّضون دائماً لأنواع كثيرة من المعاناة بالرغم من ادِّعاء بعضهم بمحبتهم لله. في الحقيقة، يتصرَّف قلةٌ من أولاد الله بهذه الطريقة، مَّما يجعل الربُّ لا يمدُّ لهم يد العون عندما يكونون بأمسِّ الحاجة إليها.
والآن، إنَّ ما يميِّز متقيّْ الربِّ هو نجاحهم المتواصل، فإنَّهم حريصون دائماً على التدريب العمليِّ. فعند مواجهتهم للمتاعب سرعان ما يصرخون إلى الربِّ فتبدأ هذه المتاعب بالتلاشي. وعندما يحتاجون إلى المعونة الإلهيَّة سيعرفون ما عليهم فعله، وهكذا تعمل قوَّة أبيهم السماويِّ لأجلهم. هذا ويسعى خدَّام القدير الحقيقيون في كلِّ حين لمساعدة أقربائهم، وإن اضطرَّ الأمر يكرِّسون صوماً وصلاة بغية مساعدة الذين يعانون.
ما من شيء أعظم من وضع أحدهم ثقته بكلمة الله، فإنَّ خدام العليِّ يأخذون الوصايا على محمل الجد ولا يمكن لشيء أن يجعل أولاد الله الأمناء يغترُّون بالشهوات. من المحتمل أن يفقدوا تركيزهم في مرحلة معيَّنة من حياتهم فيأتي العدوُّ ويرمي عليهم الإغراءات إلا أنَّهم عندما يلاحظون هجمات الشيطان الوشيكة، يعلمون ما عليهم فعله؛ ألا وهي الصلاة وتسوية الأمور بمساعدة من الله، وهكذا تتصلَّح علاقتهم مع أبينا مرةً ثانية.
يتعرَّض أحياناً متقوّ الربِّ للعديد من التجارب لكن لن يفقدهم هذا الأمر الأمل لأنَّهم عالمون أنَّه عليهم الاستمرار في الوثوق بالآب السماوي، وتحت كلِّ ظرف يظهرون تفاؤلهم، وبالرغم من كونهم على حافة الخطر، عندما يرون الخطر محدق يطلبون التدخُّل الإلهيِّ ويلوذون بالفرار حالاً. فأولئك الذين ينتمون إلى الله يرجعون دائماً إلى أحضان العليِّ القوية والآمنة.
يعلم الذين يثقون بالربِّ يقيناً أنَّه لن يصيبهم أمرٌ رديء. متذكرين هذا الوعد: يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ (مزمور 7:91). في حال تورُّطك في أيِّ نوع من الغدر الشرير أو إذا كنت مخدوعاً بأكاذيب العدوِّ أو كانت الشهوة موجودة في حياتك، عليك أن تعترف بإثمك وتقف من جديد، فالتعرُّض للتجربة لا يعني السقوط.
ليكن الإعلان القائل: "الربُّ معينك" في قلبك وفمك دائماً. فعندما يخبرك الخصم إنَّه ما من منفذ لك، كلُّ ما عليك فعله هو الاستهزاء به، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الله الأبدي معينك. ما الغاية من السماح لنفسك الانسياق خلف التعاسة أو الاستمرار بالإحباط طالما أنَّ الذي بيده كلِّ السلطان معك؟
لا تخف من أيِّ تهديد يلقيه الشيطان عليك، فكلُّ ما يأتي منه ليس سوى أكاذيب، ولن تفلح في حياة الذين يخافون القدير. إنَّ الله مجنُّك، لذلك لن يصيبك أيُّ سهم حتى وإن كان قادماً من الشيطان وأجناده (أفسس 16:6). في الحقيقة إنَّ الله معينك ومعونتك. ولا شيء، بالتأكيد لا شيء، سيقدر على الضرر بك.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوازر