-
-
"اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْل ثَبِيتٍ." (الأمثال 1:28)
ما من داعٍ لبقاء مؤمن أمين في الضيق عندما يهاجمه إنسان شرير. هذا ويعتني الله بشعبه باقتدارٍ وهو مستعدٌ دائماً للإصغاء إلى تضرُّع أولاده. لذلك إذا حدث واستخدم الشرير أحداً ما لإيذائك، حتى ولو كان واحد من أعضاء جسد المسيح؛ عليك أن تصلِّ فقط وأن تسأل أباك السماوي أن يجعل هذا الشخص الذي يضايقك ييأس، وهكذا سترى أنَّ النتيجة أصبحت أعظم مما طلبت أو تصوَّرت.
لا يقول الكتاب المقدس إنَّ الخطاة سيهربون لأنَّهم لا يملكون المقدرة على إخافتنا، بل لأنَّهم لا يملكون الأساس للوقوف بثباتٍ على أرض المعركة ضدَّنا. فقد يصل الأشرار إلى حدِّ تهديدنا وهم بالظاهر ثابتون، وقد يكون معظمهم من أعضاء شعب الله في السابق، لذلك كلمة الله مألوفة لديهم لفترة قصيرة، لكن إذا طلبنا من الربِّ أن يجيزهم في هذا المأزق سينتهي بهم الأمر هاربين.
مع وضع ذاك الإعلان في الاعتبار، ما الغاية من الخوف من الذين ضلُّوا، أولئك الذين يصرُّون على محاولة إلحاق الأذى بنا؟ لكنَّ انتصارنا أكيدٌ في الله ولسنا بحاجة لاستخدام أيِّ وسيلة زائفة لحمايتنا، ولا للجوء للاحتيال طلباً للمساعدة، فلا يجب علينا فعل ما يفعله الأشرار لأنَّ حمايتنا هي في كلمة الله نفسها.
ويلٌ للذين يقفون ضدَّ ابنٍ لله، ابنٌ يعرف حقوقه في الربِّ ويستخدمها جميعاً! فلا يمكن لأحد الوقوف بوجه خدَّام العليِّ الذين يخوضون المعركة لا بأسلحة جسديَّة بل تلك التي لروح الله القدُّوس الأقوى منها (2 كورنثوس 4:10)، لكن ليتمَّ استخدامها، على خادم الله الأمين أن يؤمن بما يقوله الربُّ في كلمته. لذلك، كن حذراً، وإن لزم الأمر طالب بما تمَّ إعلانه لك.
إنَّ العمل مكشوفٌ، فاليأس يدخل إلى قلوب الذين تجاهلوا "الحقَّ"، ولهذا السبب تحديداً ينتهي بهم المطاف عاجزين عن مواصلة مهاجمتنا. حيث إنَّ أفكارهم نحونا، نحن أولاد الله ستسبِّب لهم الشعور بالغرابة، وبالتالي لن يجدوا سوى الهرب. إنَّ الطريقة التي ينصرنا الله بها هي الأكثر أماناً ونفعاً، علاوة على ذلك، من خلال استخدام نهج الكتاب المقدَّس لن نتأثر ولن يهزمنا شيء.
يصبح الذي يثق بالربِّ قوياً كالأسد، فإذا كان قلبك لا يملك هذا النوع من المواقف عليك أن تطلب من الله الثقة التي تجعلك تنظر باستخفافٍ لتهديد الخطاة مهما بدا حقيقياً أو خطيراً، ولا تتصرَّف بخلاف ذلك في مواجهة الذين يضطهدونك.
إنَّ عدم خوفك ليس سوى دليل قاطع على ثقتك بالعليِّ، فهكذا يريد الربُّ أن يعيش أولاده حياتهم. لذلك، امتحن نفسك وإذا وجدت أنَّ تلك الثقة معدومة في قلبك فعليك أن تسعَ لها، لأنَّك بدونها لن تقدر أن ترضي الله أبداً. من واجبنا أن نكون شُجعاناً أمام الأشرار أو الفجَّار!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز