"الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ يَنْبُتُ، وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ يَطَّلِعُ. أَيْضًا الرَّبُّ يُعْطِي الْخَيْرَ، وَأَرْضُنَا تُعْطِي غَلَّتَهَا. الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ، وَيَطَأُ فِي طَرِيقِ خَطَوَاتِهِ." (مزمور 11:85-13)

كما خرج بنو إسرائيل في الماضي من مِصر إلى أرض كنعان التي تفيض بالموارد الطبيعية، هكذا نحن أيضاً قد نُقِلنا من ممكلة الظلمة (كولوسي 13:1) إلى أرض موعد الله؛ أي إنجيل المسيح، فتشير "كنعان" إلى الإنجيل؛ أي الأرض الروحيَّة التي وُضِعنا فيها والتي تفوق أهمية الأرضيَّة منها. لدينا حقُّ السّكن فيها، آخذين بعين الاعتبار أنَّنا في الإنجيل، بعيداً عن عدم نقصه لشيء، نكتشف البرَّ الإلهيِّ.

غير أنَّ الحقَّ ينبت وحده من خلال الكرازة بالإنجيل، مما يعني أنَّنا لا نحتاج إلى قطع أيَّة وعودٍ أو تقديم تضحيات أو أي تكفيرٍ لتحقيق الانتصار، لكن كلَّ ما علينا فعله هو الإيمان بما يقوله روح الله لنا من خلال الكلمة، فالله يبارك كثيراً الذين يفعلون هذا.

عندما نثق بالربِّ نجعل قوة الله تعمل لصالحنا. في الحقيقة إنَّ برَّ الله ينظر إلينا من أعلى سماه، لذلك بإمكاننا الآن عيش حياتنا بارتياحٍ، غير أنَّه لن تدركنا سهام الشرير وستفشل كلُّ خططه ضدَّ حياتنا. نحن نصبح في المسيح أعظم من منتصرين عندما نؤمن بكلمته، لأنَّ القوة الآتية من فوق قادرة على العمل لصالحنا، لكنَّنا إن لم نؤمن فسوف نرد يد الربِّ وبالتالي لن تنعم حياتنا.

بغض النظر عن إنبات الحقِّ من الإنجيل والبرِّ الإلهي اللذين يجعلانا في شركة مع الربِّ، فإنَّ الله يعدنا بالصلاح. إذاً، ماذا ينقصنا طالما نلنا الصلاح كعطية سماويَّة؟ فستدركنا البركات حتى عندما لا نطلبها بسبب ثقتنا في العليِّ وإنسابنا الفضل لكلمة القدير، أي الكتاب المقدَّس.

ستثمر أرضُك. هناك الكثير من الميزات في الإنجيل بإمكانك التمتُّع بها، فطالما وعد الله بأنَّه سيفعل لنا أكثر جداً مما نفتكر. فإنَّ أرض الموعد الإلهيَّة؛ كنعان السماويَّة، ملكوت الله الذي سنرثه، سينتج لنا ما نحتاج لإتمام خطة الله. من ثمَّ، عليك ألا تفشل في إتمام التعاليم التي تعلَّمتها في الإنجيل لأنَّك بهذه الطريقة ستنجح في الحياة.

سيتقدَّم البرُّ الله دائماً، ولهذا السبب تحديداً لن تواجه أبواباً مغلقة. علاوة على ذلك، لن يقدر العدوُّ على مقاومة ازدهارك في امتلاكك الأرض وكلِّ الغنى الموجود فيها. وسيفرح الربُّ بشجاعتك وتصميمك، وبالتالي لن يقدر إبليس منعك من بلوغك النجاح في كلِّ منحى حياتك.

إنَّ كلَّ خطى سيدنا هي طريق مفتوحة أمامك من قبل الله. لذلك عليك المُضي في الطرق التي فتحها الربُّ أمامك لأنَّه يريد عمل شيء عظيم في حياتك، وهكذا ستكون قادراً على بلوغ نجاحك.

محبَّتي لكم في المسيح

د. ر. ر. سوارز