-
-
"وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ." (مزمور 17:109)
يفقدُ الذين لا يقرأون كلمة الله ولا يسلكون بحسب تعاليمها فرصٍاً كثيرة، فيظنُّ البعض منهم أنَّ ليس لأفعالهم تأثيراً على حياتهم، إلا أنَّ الحقيقة مختلفة جداً. فالذين يؤمنون بالقضاء والقدر مخدوعون بسبب ظنَّهم أنَّ سلوكنا يحدِّد ما إذا كانوا مباركين أم لا. لذلك، أولئك الذين لا ينتبهون إلى كلامهم وتصرُّفاتهم وأيضاً الذين لا يتمِّمون الوصايا الإلهيَّة يعطون بالحقيقة إبليس مكاناً.
كتابياً، إنَّ محبة الله تكمن في حفظ وصاياه (يوحنا 21:4) ليس وصايا البشر التي دائماً ما تدور حول لرغباتهم الشخصيَّة. فإنَّ هدف الشيطان الرئيسي هو لعننا والتورُّط في الآثام لأنَّه هكذا سيمسكنا في قبضته، فهو يسعى لفعل الكثير كي يجعلنا نعاني.
يقدر الشرير على جعل الناس يتمسَّكون باللعنة، لأنَّهم يسمحون لأنفسهم تصديق أكاذيب العدوِّ، ومع الوقت، يتقبَّلون الأمراض التي تسبب لهم المعاناة والمصائب الأخرى كما لو أنَّها أمر بديهيٌّ. ويظن بعض الناس بأنَّ الشيطان يتلقَّى مصادره من العليِّ فيبدؤون بالاستسلام لمعاناتهم، وهذا هو سبب بقاء اللعنة في حياتهم.
إذاً، عليك انتهار جميع الإعلانات التي لا تتوافق والكتاب المقدَّس، أي غير الناتجة عن الآب. ولا تعطِ خصمنا فرصةً للغلبة ولا إنشاً واحداً من أيِّ مكانٍ في حياتك، بالنظر إلى أنَّ كلَّ ما يأتي منه غير نافع ويجب رفضه. مع ذلك، إذا تمَّ خداعك من قبل الشرير من خلال الظن بأنَّ كلَّ معاناتك قادمة من الربِّ، فعليك أن تطلب منه الغفران لأنَّك إن لم تفعل هذا فسوف تبقى تحت سيطرة العدوِّ الذي لا يأتي إلا ليقتل ويسرق ويهلك (يوحنا 10:10).
هذا هو وعد الله: إنَّك ستستقبل ما تحبُّ! ممّا يعني أنَّك عندما تقبل اللعنة ولا تفعل شيئاً حول عدم بقائها في حياتك، عاجلاً أم آجلاً، ستصير خادماً للشيطان وسيكمل خطته المدمِّرة في حياتك. لذا، كن قوياً وطاهراً وشجاعاً عندما تطالب بامتيازاتك، متذكراً أنَّ يسوع قد أتى ليمنح أولاده حياةً أفضل. انتبه، فستصبح ما تؤمن به.
على المرء أن يحبَّ البركة، ولإتمام ذلك عليك المشاركة بوعود الله والصلاة من أجلها حتى تتحقَّق في حياتك. ولا تسمح لأيِّ فكرٍ سلبيٍّ بالسيطرة على ذهنك. تأمَّل بما فعله رجال الله في الكتاب المقدَّس واحتذِ خطاهم، آخذاً بعين الاعتبار أنَّهم أرضوا الله بقراراتهم.
إن لم تحب هذه البركة الإلهيَّة فستتباعد عنك، ومن سيباركك في هذه الحال؟ إذاً لا تسمح للأفكار السلبيَّة بإحباطك. على العكس، عليك أن تجعل من وعود العليِّ رغباتك الأسمى. فاطلبها، فحتى لو بدا تحقيقها عسراً في حياتك إلا أنَّه يجب أن تؤمن بذلك، فبهذه الطريقة سترى مجد الله (يوحنا 40:11)!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز