-
-
"اذْكُرْنِي يَا رَبُّ بِرِضَا شَعْبِكَ. تَعَهَّدْنِي بِخَلاَصِكَ." (مزمور 4:106)
إنَّ ما كُتِب في الكتاب المقدَّس مسوقٌ من الروح القدس، لذلك يمكننا القول إنَّ ما دوِّن فيه هو إرادة الله لنا (2 تيموثاوس 16:3). فالآية المذكورة أعلاه صلاة يريد الله أن يردِّدها أولاده، لأنَّها الصلاة التي تسرَّه جداً. فقد تمَّ استخدام كاتب المزمور لإسدائنا نصيحةً التي عندما نتبعها فستمكِّننا من الاشتراك بالنعمة التي تمتَّع هو بها؛ ألا وهي أن يسمعنا الربُّ ويستجيب لنا.
يا له من أمرٍ رائع كون القدير يفكِّر بنا دائماً، فعندما يقرِّر استمرار خطة الهلاك، مثلما فعل مع سدوم وعمورة، أو يسمح بحدوث أمر رديء في أحد الأماكن، فإمكانه تنجيتنا، كذلك الأمر عندما نوشك على السقوط في فخٍ للعدوِّ أو على وشك أن يصيبنا أمر رديء. لذلك، من الجيد أن يعتني ويكترث لنا الربُّ دائماً.
لذا سيصير كلُّ شيء على ما يرام فقط عندما نتصرَّف بحسب مشيئة الله الصالحة لشعبه. فيجب علينا اتِّباع الإرشاد الآتي من قلب القدير ليقود صلاتنا، وبالتالي يستجيب لها. لا تقبل سوى بالكلام الناجم عن مشيئة الله، فإبليس ماهر في إلحاق الشرِّ بنا مظهراً أنَّه قادم من القدير.
كان تحمُّل يسوع لخطايانا وأمراضنا وكلِّ الشّرور التي سنرتكبها لاحقاً نتيجةً لإرادة الآب، فلا يريدنا الله أن نتألم، لذا ألقى بكلِّ أحزاننا على ابنه. وهذا ينطبق على الخطية والعقاب اللذين يجلبان لنا السلام: لقد تحمَّل المسيح كلَّ شيء. لذلك، يذكِّرنا الله الآن بما فعله من أجلنا.
أصبحت رغبة القدير معروفة استناداً على ما حصل مع الذين خدموه كما جاء في الكتاب المقدَّس وكيف تمَّ حفظهم وحمايتهم وإنجاحهم على نحو كبير. مما يرينا أنَّ الآب السماوي تذكَّرهم دائماً، وبالتالي أحسن إليهم. تأكَّد أن تطلب حدوث ذلك معك أيضاً، كوننا في الحاضر نستطيع الحصول على اهتمام الله، فلن يتخلَّى عنَّا.
لقد سأل كاتب المزمور الربَّ بأن يتعهَّده بخلاصه الذي يتضمَّن: الشفاء والحماية والنجاح، وبركات أخرى. إنَّ التعهد بهذه الطريقة يجدي نفعاً كبيراً، على سبيل المثال؛ عندما نجتاز تجارب صحيَّة وكذلك طلب الغفران في حال التعدِّي على الوصايا.
إنَّ الخلاص بكافة بركاته الملازمة هو أفضل ما يمكنه الحدوث معنا، لذلك، انتبه لإرشاد القدير وصلِّ بحسب هذا الإرشاد لأنَّه مشيئة الله لأبنائه. كذلك الأمر، ارفض كلَّ ما ليس من الله وما لا يتوافق مع وحي كلامه.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز