-
-
"وَتَعَلَّقُوا بِبَعْلِ فَغُورَ، وَأَكَلُوا ذَبَائِحَ الْمَوْتَى. وَأَغَاظُوهُ بِأَعْمَالِهِمْ فَاقْتَحَمَهُمُ الْوَبَأُ. فَوَقَفَ فِينَحَاسُ وَدَانَ، فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ. فَحُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرًّا إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، إِلَى الأَبَدِ." (مزمور 28:106-31)
لقد تعاقد بالاق مع بلعام ليلعن شعب الله، فباع ذاك النبيُّ نفسه للعدوِّ مقابل مكافأة مالية، إلا أنّ الربَّ منعه من نطق أيَّة لعنةٍ على الشعب. مع ذلك، ارتكب بلعام فعلاً مشيناً في عيني الربِّ: لقد علَّم النساء الموآبيات أن يقمن بإغراء بني إسرائيل. يدرك العدوُّ أنَّه لا يقدر أن يلعننا لكنَّه يقدر على جعل "الموآبيات" يجربننا. لذلك ينبغي على خدَّام الله الحذر لئلا يسقطوا.
لقد اغتاظ الله بتعلُّق أولاده ببعل فغور، فلم يأكلوا فقط ما ذبح للموتى (الشياطين)، لكنَّهم أيضاً مارسوا أعمالاً مخالفة للطبيعة الجسدية. الأمر الذي أوقد غضب الله عليهم فأهلك الكثيرين منهم. بالإضافة إلى ذلك، قام أحد رجال إسرائيل بإدخال امرأةً موآبية إلى خيمته ممارساً معها عملاً شنيعاً. من جهةٍ أنذر رجال الله الشعب على خطأهم، بينما أظهر مؤيِّدو هذا السلوك استهزاءً كبيراً.
لقد أخذ فينحاس حفيد هارون رمحاً ودخل إلى خيمة الخطية تلك وطعن كلاً من الرجل والمرأة. فقد قام بتنفيذ حكم القدير وهكذا تحقَّق العقاب. ليس علينا اليوم فعل الأمر نفسه، لأنَّ غاية خدمتنا هي تخليص النفوس، لذلك يجب أن ندخل إلى محضر الربِّ بإرشاده، مانعين إبليس بسلطاننا من عدم قيادة الناس نحو الخطية.
تخبرنا كلمة الله إنَّ لكلٍّ من الرجل والمرأة تسلُّط على أحدهما الآخر (1 كورنثوس 4:7)، كذلك يملك الأهل سلطاناً على أولادهم، لهذا بإمكانهم تنجيتهم من الشذوذ. كأولاد الله، عندما نستخدم سلطاننا نيابة عن شخص ما، فإنَّنا نفيد هذا الشخص كثيراً لدرجة أنَّ الآب لن ينسى ما قمنا به.
إنَّ ما فعله فينحاس أفاده كثيراً في ذاك اليوم وسيرافقه إلى الأبد. فلا يهم من نساعد، فلن تنتهي مكافأتنا. يجهل مقدار خسارتهم أولئك الذين لا يتشفَّعون من أجل الخطاة ولا ينقلون "البذار الجيدة" إلى أولئك المستعبدين من الخطية. فالله ليس بظالمٍ كي ينسى تعب محبتنا ولطفنا اللذين أظهرناهما تجاه الضالين.
سيعتبر القدير كلَّ ما تفعله نحو الذين يجهلون كلمته عملاً عادلاً، فستحصل على المكافأة مقابل كلِّ نفس وصلت إليها، وستكون المكافأة بمثابة لقب رفيع يدوم من جيل إلى جيل في الأبدية. إذاً أصرف وقتك مسخراً معرفتك في مساعدة الذين يحتاجون إلى كلمة ما أو حتى إلى الخلاص من الخطية.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز