-
-
"لَمْ يَسْتَأْصِلُوا الأُمَمَ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الرَّبُّ عَنْهُمْ،بَلِ اخْتَلَطُوا بِالأُمَمِ وَتَعَلَّمُوا أَعْمَالَهُمْ." (مزمور 34:106-35)
لقد اعتاد بني إسرائيل على عدم البالاة بإرشاد الربِّ، الأمر الذي جعلهم يختبرون مصاعبٍ كبرى. لكنَّ الربَّ لم يسئ إليهم نتيجة أفعالهم الرديئة، إلا أنَّهم حصدوا ثمار بذارهم السيئة. يحدث اليوم الأمر نفسه مع الكثيرين من أولاد العليِّ: سيكون حصادهم مريعاً. متذكِّرين الآية القائلة: "فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا." (غلاطية 7:6)
لقد أمر الله بني إسرائيل بإبادة الشعب الساكن في الأرض التي وعدهم بها، إلا أنَّه اتِّخذ قرار الإبادة هذا كون أنَّ الشعب قد عبَد الشيطان على نحو قرونٍ، غير مبالٍ بالسيادة الإلهيَّة. إلا أنَّ القدير أعطاهم فرصاً عديدة ليتركوا ممارساتهم، لكنَّهم لم يفعلوا. لذلك قد أمر الإسرائيليين بإبادتهم ليرينا كيف يجب أن نتصرَّف حيال الخطية اليوم؛ أي إبعادها بعيداً عنَّا.
حيث إنّ الذين لا يرون خطباً بالأفعال النجسة التي يمارسها الخطاة سيقعون فيها بالنهاية. بلا ريبٍ، يستمتع كلُّ الذين وضعوا قلوبهم بين يدي الشيطان بلذةِ تلك الممارسات. لكنَّ المخصَّصين لله يملكون الروح القدس في قلوبهم فيشعرون بالأسى على حالهم إذا وقعوا يوماً ما في الخطية. لذلك، علينا ألا نسمح للأفكار الشيطانيَّة بالسيطرة على أذهاننا.
لقد عصى الإسرائيليون أمر الربِّ ولم يستعمروا ذاك الشعب، وراحوا يفعلون خلافاً للخدمة التي تسلَّموها؛ أي "العهد القديم". نعيش اليوم عهداً جديداً لهذا لا نحتاج أن نجاهد حتى الدم ضدَّ الخطية (أفسس 12:6). فعلينا تسليم أنفسنا لله، وبسلطانٍ، يجب أن نساعد أولئك الذين يعيشون في الخطية لتحريرهم منها. وبعيش القداسة يجب أن نركِّز على ربح النفوس.
يجب أن يتب المنخرطون في النجاسة لئلا يأمر الربُّ بإهلاكهم. ينبغي أن نحبَّ الخطاة ونكره الخطية. ولا يجب أن نهتمَّ بالتفكير الخاطئ حتى، لأنَّ الله يحتاج إلى أناس قديسين يريدون الحصول على امتيازاتهم في المسيح. بلا شكٍّ، على الذي يرغب بأن يستخدمه القدير أن يتبع الإرشاد الإلهي.
لا تحاول تجربة ما حذَّرك الربُّ منه. افعل فقط ما تعلُّمك إياه كلمة الله وهكذا ستكون ناجحاً في سعيك. فالذين يزدرون بالوصايا المقدَّسة سيحزنون بالنهاية بسبب عدم إيمانهم بما علَّمنا إياه الآب (2 بطرس 21:2).
عينا الربِّ نحو الأمناء في الأرض، لذا اجعله يرى فيك شخصاً متمتِّعاً بحفظ وصاياه. فبهذه الطريقة تثبت حقيقة حبك له، وبالتالي سيسرُّ بك. فإنَّ الذين يزدرون بالوصايا لا يقدِّرون خلاصهم ويسمحون للعدوِّ بالعمل في حياتهم.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز