"فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ." (مزمور 19:107)

إنَّ الله أبٌ، ولهذا هو مستعد دائماً لمعونة أولئك الذين يطلبونه بكلِّ قلوبهم. لكن، يوجد الكثير من المؤمنين الذين لا يفعلون ذلك، وبالتالي سيستمروا بالعيش بتعاسةٍ حتى اللحظة التي يقرِّروا فيها التحدُّث إلى الربِّ بارتياح. حينما يطلب أولاد الله الربَّ بالحقِّ، فسيريهم العليُّ ما يمنعهم من الحصول على الاستجابة، وأيضاً الممارسات الأثيمة التي يجب أن يتركوها. لكنَّهم حتى بعد تنبيه الله لهم يصرُّون على البقاء في الخطية، وهكذا لن يُستجاب للتمرِّدين فيما بعد.

لقد تعرَّض شعب إسرائيل إلى الكثير من المضايقات قبل أن يصرخوا إلى الربِّ. فلعلَّهم جرَّبوا جميع الاحتمالات، لكنَّهم أطاعوا الربَّ في النهاية كونهم لم يجدوا منفعة من تلك الخيارات. إنْ كنت أيضاً قد فعلت كلَّ ما في وسعك إلا أنَّك لم تنل النجاة، فلماذا لا تسلِّم الأمر للآب وتقبل ما يقوله؟ فلن ينفع الندم لأنَّ الخسارة ستكون عظيمة.

إنَّ ترجِّي الربَّ يفوق طلب المساعدة، في الواقع إنَّه يتضمَّن قبول إرشاده وقطع عهدٍ معه. وفي حال عدم حدوثه، فلا يمكنك الحصول على البركات من العليِّ، لأنَّ خيراته تعود لأولاده فقط، وليس للمتمرِّدين. ذلك أنَّ الشخص الذي يعرف وصايا الله ويطيعها يحبُّ العليَّ ويحبه العليُّ (يوحنا 21:14).

لذلك، تأكَّد من فعل ما يطلبه القدير منك، وبالتالي ستتمُّ الاستجابة لطلباتك. وبالتأكيد ستتغيَّر حياتك بالكامل إذا كنت ضمن الخطة الإلهيَّة، لأنَّه وعد أنَّه لن يخزي كلَّ المتَّكلين عليه. وما لم تصغِ إلى "المبارك"، فما من نفع في طلب البركات، وبعد ذلك، يرى المؤمن وحده مجد الله.

في أزمنة الضيق والفشل، إن اتَّخذنا القرار الصائب فسننال اهتمام الشخص الذي يستطيع فعل كلَّ شيء، فلا شيء يعيق صنعه للمعجزات. والآن، سيفعل الربُّ كلَّ ما يمكن في وقته المناسب، لكنَّه لن يشفي الشخص الذي يخدم الشيطان، وهذا لأنَّه يحب الجميع، وبالتالي لن يساعد العدوَّ بإمساك أحدهم بيديه النجستين.

لقد تخلَّص الإسرائيليون من كلِّ ضيقهم، مما يثبت أنَّ ما من أمر يحدُّ القدير، لكنَّنا نحدَّه بكبريائنا وتعدِّينا وعصياننا. فإذا قال أحدهم: "نعم" لإرشاد الله، فسيحرِّر الربُّ حياته من عمل الشيطان. وحدهم لن يخزوا أولئك الذين يثقون بالله.

ماذا عن طلب المساعدة من الروح القدس ليريك أين أخطأت؟ وثم أصغِ لما يقوله لك من خلال الوعظ في كلمة الله أو من خلال القراءة في الكتاب المقدَّس. وهكذا، ستقدر على السلوك بطريقة مناسبة وستكفَّ عن التعثُّر ولن تبقى في يد الشرير فيما بعد. تذكَّر أنَّ الربَّ الإله أمينٌ وعادلٌ (1 يوحنا 9:1) لذلك سيحقِّق كلامه.

محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز