-
-
"أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيق كَامِل. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ؟ أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي وَسَطِ بَيْتِي." (مزمور 2:101)
إنَّ طريقة سلوكك في طريق الربِّ هو ما يهمُّ حقاً. فلا يكفي أن تستمد الإرشادات من الله بشأن أيِّ مسألة كانت، بل سلوكك بعدما نلت الاستنارة. لذلك، انظر إلى نفسك وانتبه إلى مواقفك حال تلقِّيك الإعلان حول الخطوات التي عليك اتِّخاذها تالياً، آخذاً بعين الاعتبار أنَّ الأشرار والذين لا يسعون لإتمام الوصايا الموجودة بين السطور في الكتاب المقدَّس يفوتهم الكثير.
هذا وإنَّ طريق الربِّ مستقيمةٌ وطاهرةٌ، وبشأننا لن نجد فيها اختصارات ولا أعذار. أيُّها الأخ، إن كنت ترتكب إثماً ما، عالماً بأنَّه محرَّم من قبل الكتاب المقدَّس؛ أيْ كلَّ ما ينجِّس يديك، فعليك ألا تفعله! لذلك عليك عدم اتِّخاذ طريق غير طاهرة ومستقيمة وكاملة، بالنظر إلى أنَّك إن لم تتخذ الطريق الصحيح فسوف تسير في الحقيقة بمحاذاة إبليس.
بإمكاننا اتِّباع خطوات أبينا السماوي، فهذه هي دعوتنا. لذا لا تسمح لأيِّ أمر من العدوِّ أن يرتبط وروحك، لأنَّك بهذه الطريقة ستبعد القدوس عنك لأنَّه لا يتماشى مع الخطية. لذلك قاوم الشيطان لئلَّا يُدخل نجاستَه إلى حياتك، وإلا سيدمِّرك.
لا يكفي أن تعرف المشيئة الإلهيَّة وتتمنَّى أن يتحسَّن وضع كلِّ شيء في حياتك، بل أن تتصرَّف بتعقُّل وحكمة وبالطريقة المتاحة لك من قبل العليِّ. لقد علَّم الربُّ كاتب المزمور الذي يحثُّنا من خلال كتابته على السير بتعقُّل في الطريق المقدَّس. فعليك أن تنتبه دائماً كيلا تفقد ما أعدَّه الله لك، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستسعَد فيها في حياتك وتتمتَّع بالبركات المُعدَّة لأولئك الذين يؤمنون بالله ووعوده.
وبشأنه يلتفت الله إلى أولئك الذين يمشون بحسب وصاياه ويحثَّهم على إرضائه. فإنَّ الازدراء بالإرشادات الإلهيَّة بالحقيقة ليس سوى جعل المرء من نفسه خدعةً لإبليس الذي يغتاظ من مكانتنا التي في المسيح، فسيفعل كلَّ ما في وسعه ليمنعنا من نوال أفضل البركات من الربِّ. لذلك، وحدهم الذين يسلكون في الطريق المعلنة من القدير بتعقُّل بإمكانهم التمتُّع بمراحم الربِّ.
إنَّ السير بقلبٍ كاملٍ هي الطريقة الأفضل لإرضاء الله، والذين يفعلون كذلك لن يشعروا بالإحباطات التي يضعها المستهزؤون والمغتاظون من الكلمة الإلهيَّة. فهناك مكافأة مدهشة للأشخاص الذين يطيعون تعاليم "كلِّي المعرفة"، بالنظر إلى أنَّهم مستقيمون وبلا لوم. إذا كان الآب قد أعلن لنا عن سرِّ إرضائه، فما الفائدة من عدم فعل الأمر؟
واحد من أفضل المواقف التي بإمكان المرء اتِّخاذها هي جعل الربِّ سعيداً بطاعتنا، لأن فرح الربِّ هو قوَّتنا (نحميا 10:8). والعكس صحيح، ذلك أنَّ العليَّ لا يسرُّ بقراراتنا الخاطئة. ما هي القوَّة المتروكة لنا؟ إذاً، قرِّر أن تتصرَّف بتعقُّل مستنداً على الإعلانات الممنوحة لك من خلال الكلمة. وبالتالي ستكون ناجحاً جداً.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز