-
-
"فَقَامَ يَهُورَامُ عَلَى مَمْلَكَةِ أَبِيهِ وَتَشَدَّدَ وَقَتَلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بِالسَّيْفِ، وَأَيْضًا بَعْضًا مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ." (2 أخبار الأيام 4:21)
كان يهوشافاط رجلاً عظيماً لله، عارفاً كيفيَّة الاستماع إلى صوت الربِّ وطاعته. إلا أنَّ ذاك الملك لم يقدر أن يجعل بِكرَه يهورام، بغضِّ النظر عن كونه وريثه، أن يصبح خليفةً ناجحةً له. للأسف، لا يفتح العديد من خدَّام الله أعينهم لرؤية إذا كانت عائلاتهم تسلك في الإيمان أم لا. وبسبب استهتارهم يتفاجؤون بمواقف أحبائهم غير المنضبطة، المواقف التي تسبِّب لهم الألم والمعاناة والعار.
كان ذاك الحاكم مهتمَّاً بمستقبل أولاده بشأن الممتلكات الماديَّة، لكن الأهمَّ من ذلك هو أنَّ مخافة الربِّ كان مطروحة جانباً. إن لم تكن "البذرة الجيدة" مزروعةً فسيغرس العدوُّ بذاره، وبالتالي لن نقدر على حصاد الثمار الجيدة. ليس من المستغرب أن نسمع شائعاتٍ عن أنَّ بعض أقارب شعب الله قد وقعوا في طريق شرير، ولهذا السبب علينا أن نحذر ونصلِّي لأجل أحبائنا لئلَّا يسقطوا في التجربة (لوقا 38:14).
قرَّر يهوشافاط على إقامة يهورام خليفةً له، ومن المحتمل جداً أنَّ هذا الاختيار كان اختياره وليس اختيار الله، بالنظر إلى أنَّ ابنه أظهر تصرُّفاته المريعة. إذاً، يرتكب أولئك الذين يتَّخذون القرارات بناءً على ما يبدو في أعينهم قراراً صائباً وليس على الإرشاد الإلهي خطأ فادحاً. لقد بُهر النبيُّ صموئيل بالابن الأكبر في بيت آسا، إلا أنَّه لم يكن المختار من قبل الربِّ، بل داود، الابن الأصغر.
بعدئذٍ، أثبت الملك يهورام شرَّه، فحالما تثبَّتت وتشدَّدت مملكته قام باتِّخاذ قراراتٍ متسرِّعة بحسب فكره الشرير: قتل كلَّ إخوته. لذلك يجب دائماً تجنُّب الأشخاص سيئي النية لأنَّهم لن يتردَّدوا بتطبيق خططهم الشنيعة متى سنحت لهم الفرصة، فلن يشعر الإنسان المجرم بالراحة قبل أن يرى إتمام نيَّاته النجسة.
لم يسجِّل الكتاب المقدَّس صدفةً زواج يهورام من ابنة الملك آخاب، عابد الأصنام النجس وملك إسرائيل المشعوذ. فقد أخطأ الملك يهوشافاط مرة أخرى، لأنَّه عندما سمح بحدوث مثل هذا الزواج، كان يسلِّم ابنه فعلياً للنجاسة من قبل هذه العائلة المعتوهة التي تسبَّبت في ابتعاد إسرائيل عن إلهه.
لذلك على محبِّي الربَّ رفض أن يكونوا على شركةٍ مع الذين لا يخافونه. كانت نهاية أيام يهورام مأساويَّة. إذاً عليك أن تعلم أنَّ الذين يسلِّمون أنفسهم للخطية لن يجدوا سلاماً ومستقبلاً. ذلك أنَّه ملَكَ لنحو ثماني سنوات فقط بسبب مواقفه الشريرة، وبعدئذٍ، ذهب إلى الأبديَّة منتظراً الدينونة الأخيرة. من المخجل أنَّ حوادث مماثلة أصبحت متكرِّرة على مرِّ الأجيال، ولم نشهد أيَّ فرق في الوقت الحاضر. ويلٌ لأولئك الذين يبيعون أنفسهم للشيطان!
من الجيد أن تدرس سلوكك مؤخراً بشأن عائلتك، وأن تسعَ ألا تكن مسؤولاً عن أيِّ موقف سيئ يتَّخذه واحد منهم. هذا وإنَّه يجب أن تكون ثيابك بيضاء في كلِّ حين ولا يعوز رأسك الدهن (الجامعة 8:9). وهكذا ستكون ذريتك ناجحة في كلِّ شيء.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز