-
-
"فَعَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ لأَنَّهُ تَرَكَ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِ." (2 أخبار الأيام 10:21)
لقد كمُنَ خطأ يهورام في إعطاء ظهره للربِّ، وبحزنٍ شديد سبق ورأيت العديد من الناس في الحاضر يرتكبون الخطأ ذاته، فالكثيرون ينساقوا بسهولةٍ وراء الأمور الأرضيَّة، لأنَّهم يفضِّلون العيش في أحياءٍ راقية وامتلاك بيوت فخمة وسياراتٍ جميلة وارتداء ملابسٍ جيدة، وهذا ليس خاطئاً لكنَّهم لا يطلبون أولاً ملكوت الله وبرَّه. ولهذا السبب تحديداً يُمسك الشيطان بهم في قبضته، وبالتالي يجعلهم يعيشوا في يأسٍ شديد.
كان الأدوميّون في أيام يهورام متمرِّدين ضدَّ سلطة يهوذا، وبالتالي قاموا بتنصيب ملكٍ عليهم، فكان على يهورام أن يحذر ويشعر بأن شيئاً ما كان خاطئاً. لكن لأنَّ الخطية تعمي أعين الناس؛ يلتمس الأعذار أولئك الذين يسلكون في الخطية لتبرير أخطائهم. أمَّا الإنسان الحكيم فيلتجئ إلى الربِّ عند شعوره بأنَّه ارتكب إثماً، طالباً منه الإرشاد لفعل المطلوب.
للتنويه فقط على يقوله الكتاب المقدَّس: غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا (المزمور 7:42)، عصى شعب لبنة على حكم يهورام الذي لم يطلب الربَّ مرة أخرى وفعل ما يفعله الناس الدنيويون. والآن، إنَّ الصعاب التي تأتي علينا هي دليل على أنَّنا في الحقيقة لسنا نسلك في النور، فلن يتعثَّر أولئك الذين يمشون في النهار (يوحنا 9:11). ذلك أنَّ العدوَّ سيهاجمنا عندما يدرك بأنَّ الربَّ لن يحفظنا بسبب سلوكنا في الخطية.
وبشأنه كان يهورام مخطئاً بتركه للعليِّ. والدليل على ترك أحدهم "النور" هو أنَّه لم يعد يقرأ في كلمة الله ولم يعد يكرس حياته أو يطلب الإرشاد الإلهي، وهذا الأمر يحدث بسهولة تامة، فقد يمد إبليس يد العون لتحسين حياة أحدهم طالما أنَّ هذا الأمر يبعده عن الله. لذلك، كيلا نسقط في التجربة، علينا أن نحذر ونحيا حياة الصلاة. ربَّما يجرَّب الشخص كي يزني أو يخون، أو يرتكب شروراً كثيرة ليبتعد عن الآب.
إن لم تكن الأمور بخير في حياتك فربَّما هذا يعني أنَّ إيمانك ينقص. فإنَّ الذين يكفُّون عن الصراخ للربِّ في الحقيقة يعقلون في طريق الإيمان ولا يستقبلوا الإعلانات الممنوحة لهم من قبله، أي الإعلانات الثمينة التي تنير طريقهم ليتبعوه. حيث إنَّ الله يعلم جيداً بشأن جميع المخططات التي أعدَّها لنا، إلا أنَّنا لا ندعه يتمِّم مشيئته في حياتنا دوماً.
قام يهورام ببناء مذابحٍ للوثن على المرتفعات بدلاً من طلب العليِّ، وبالتالي جعل أورشليم تبتعد عن الله الحيِّ. والآن لقد بنينا أيضاً تلك المذابح بتركيز انتباهنا على الأمور الأرضيَّة، مثل امتلاك بيوتٍ جميلة وسيارات فارهة ويخوتٍ فاخرة ورحلة أحلامنا إلى بلد آخر، وهكذا. في الحقيقة إنَّ من يطلب يجد ومن يقرع يُفتَح له (لوقا 9:11). فالله مع الذين يتبعون إرشاده.
لقد حكمَ يهورام لمدة ثماني سنين لأنَّ الله لم يُرد تدمير بيت داود بالاستناد على العهد الذي قطعه معه، لأنَّه وعد بأنَّه سيعطي داود وأولاده الاستنارة. إذاً لا تستنفذ الصبر الإلهي.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز