-
-
"اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ." (1 يوحنا 1:3)
لا يمكن للعقل البشري إدراك محبة الله. فإنَّه أيسر على نملةٍ صغير صنعِ مركبة فضائية للوصول إلى الكواكب الأخرى على أن يفهم الإنسان تلك المشاعر بشكلٍ كاملٍ، لكنَّ الربَّ أظهر محبته العظيمة لنا لنصبح أعضاءً في العائلة الإلهيَّة. ويبيِّن هذا كم كان الإنسان بعيداً عن الله، مما جعل العليُّ يرجعنا إلى ملكوته.
إنَّ حقيقة أن ندعى أولاد الله مهمَّة للغاية، متذكِّرين خروجنا من مملكة الظلمة (1 بطرس 9:2). فليس لإبليس اليوم سلطاناً علينا، وهذا هو سبب عجزه على إجبارنا لفعل ما يرضيه. إنَّ الخبر السار هو أنَّه بإمكاننا التمتُّع بالشركة مع الربِّ وأن نصبح شركاء طبيعته، فلسنا فقط مغفوري الإثم؛ بل أصبحنا أبناءه بكلِّ ما تحمله الكلمة من معنى (يوحنا 12:1).
إنَّ الابن وريثٌ شرعيٌّ، ولذلك هو مخوَّل للحصول على كافة ممتلكات أبيه. لذلك علينا أن نفهم بأنَّنا لسنا فقط من يطلب المعجزات السماوية بل أيضاً شركاء الطبيعة الإلهيَّة، فلا ينبغي أن نزعج الربَّ في نهاية اليوم بطلبنا شيئاً ينتمي إلينا مسبقاً، لكن أن نثبت في الإيمان وهكذا عندما نرى أنَّنا بحاجة إليه علينا أن نؤمن بأنَّه سيسد هذا الاحتياج.
نرى من خلال مثل الابن المسرف (الضال) أنَّ الابن الذي بقي في بيت أبيه كان أغنى من ذاك الذي كان يبذِّر ممتلكات أبيه في أرض غريبة، وعندما رجع إلى البيت صعنوا وليمة للترحيب به، الأمر الذي أثار غضب الابن الأكبر. فقد كان الأخير محبطاً جداً بسبب أن أباه لم يحرص قط على تقديم مثل هذه الوليمة الفخمة قبلاً، قائلاً الأب بتعجُّب إنَّ كلَّ أملاكه تخصَّه (لوقا 25:15-31).
نرى اليوم أنَّ الكثيرين من أولاد الله يبذِّرون موارده، فإنَّ الفشل في استخدام قوة الله والمطالبة بامتيازاتك التي في المسيح للتمتُّع بغنى العليِّ هو بالحقيقة تبذيرٌ لميراثك في المسيح. فما الفائدة من اجتياز المعاناة إذا كان بإمكان قوة الله العمل لأجلك من خلال تدمير كلِّ الأعمال الشريرة في حياتك؟ في حال كنت الآن بحاجة للمساعدة فعليك أن ترجع إلى أبيك السماوي واثقاً بنصرتك.
في بعض الأحيان وفي بعض الحالات؛ تعود حقيقة عدم كنِّ الكثير من الناس التقدير لنا، حتى عند تعرُّضنا للاضطهاد من قبلهم إلى سبب عدم عيشنا تماماً وفق ملء الإنجيل. لقد قال بولس إنَّ الإنجيل هو قوة الله (رومية 16:1، كورنثوس الأولى 18:1)، فما من ديانةٍ أو معتقداتٍ بشريَّة أو مجموعة قوانين قادرة على إبعادك عن الأشياء الجميلة التي تقدِّمها الحياة، فقوة الله هي التي تقدِّسك وتقودك بالوقت نفسه إلى عيش حياة الملء.
كلَّما عرف الناس الإنجيل، كلَّما نالوا فهماً أكبر وعاشوا حياةً أفضل. لذلك، لنكن شهادةً حسنةً عن "الحقِّ" بأدلة واقعية للقضايا المطروحة، وهكذا سنجلب أناساً كثيرين إلى الخلاص، الذي هو إرادة الله للجميع.
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز