-
-
"وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ." (1 يوحنا 3:3)
يتحدَّث الرسول يوحنا في الآيات التي تسبق الآية أعلاه عن بعض الحقائق المهمَّة. فنراه يخبرنا عن مشاعر الحبِّ التي يكنُّها الله نحونا وعمَّا سيصبح عليه المخلَّصون في الأبديَّة مع الربِّ يسوع. لذلك ينبغي فعل ما يتوجَّب علينا لئلا نوجَد غير مؤهَّلين، بالنظر إلى أنَّنا إن كنَّا كذلك فستكون خسارتنا كبيرة: حيث سنعاني في الجحيم، وبالتأكيد لن نشارك الله في مجده.
إنِّي أوافق الحقيقة الموجزة هنا، لكنَّ الإعلان الذي نقله إلينا الرسول بإمكانه أن يُستخدم كمثالٍ بإمكاننا الارتكاز عليه في كتابة العديد من الكتب اللامتناهية. فهذا هو التوازي الذي أود أن أستخلصه بين حكمة الله وحكمة الناس: إنَّ كلَّ الإنجازات العلمية التي وصل إليها أحكم الناس على وجه الأرض ليست سوى جزءاً من حبَّات الرمل بالمقارنة مع كامل حجم الكون الذي يزيدها بآلاف المرات. وبلا ريبٍ، ستكون خسارة غير المخلَّصين عظيمة.
بإمكاننا أن نرى من خلال التحذيرات الإلهيَّة أنَّ الله يدعو أولئك الذين يملكون هذا الرجاء لتطهير أنفسهم. فلن يستخدم العليُّ الكتاب المقدَّس للحديث عن شيءٍ غير حقيقيٍّ، لذلك يحتاج المؤمنون إلى فحص أنفسهم وأن يروا إن كانوا يراعون أيَّ خطية في حياتهم، وإن كانوا كذلك فمن المحتمل أن يُحرموا من الحياة الأبدية. إذاً على الحكماء فعل هذا الأمر حالاً.
لكن من غير المجدي أن تسأل الآب أن يطهِّرك، فهذا العمل يعود عليك؛ العمل الذي يجب أن يقوم به المؤمنون بمعونة إلهيَّة بالتأكيد. لذلك تخلَّص من كلِّ ما يعيق طريقك، وبالتالي لن يذهب جهدك سدىً. لكنَّ الذين يظنُّون أنَّهم يملكون موهبة مميزة ولن تتمَّ تجربتهم، فإنَّهم بالحقيقة يرتكبون خطأ فادحاً. حيث لا يوجد إنسان غير معرَّض للتجربة. في الحقيقة هناك أناس وجدوا اللذة عندما تمَّت تجربتهم، الأمر الذي يحزننا كثيراً.
بينما سيرى من يطهِّر نفسه بكلمة الله أنَّه ليس من الصعب العيش بعيداً عن رئيس الظلمة. لذا امتحن نفسك دوماً وإذا شعرت بوجود نوع من الشرِّ أو حتى خطية صغيرة في قلبك، فعليك أن ترجع إلى العليِّ مصلِّياً ومعترفاً له بكلِّ شيء، كلِّ شيء بالتأكيد. وهكذا ستحصل على القوَّة ولن تسقط في الشرِّ فيما بعد، وستصير مؤهَّلاً للدخول إلى عالم المجد الإلهي بسعادة دائمة.
أولئك الذين يعرفون هويَّتهم في المسيح وما باستطاعتهم فعله معه لكنَّهم يصمِّمون على عدم تطهير أنفسهم، بالحقيقة هم أسوأ أناسٍ على وجه الأرض؛ فقد اُتيحت لهم فرصة ضمانهم الفرح الأبدي إلا أنَّهم فوَّتوها. والذين يبدلون إمكانية عيش حياة في السماء مقابل خطية يستبيحون مثل عيسو الذي انتهى به الأمر غير تائبٍ (العبرانيين 16:12).
حيث إنَّ الربَّ يرشدنا لنقترب أكثر من العالم الروحيِّ الكامل. لكنَّ الذين لا يثقون بالله يتوجَّهون بالحقيقة نحو الموت الأبدي، وهكذا سيظلُّوا إلى الأبد في الظلمة. والآن، ما الذي سيصيب عالمنا إذا توقَّفت الشمس عن الإشراق؟ هكذا سيعيش الخطاة حياتهم المائتة: في قتامِ الظلمة (2 بطرس 9:2-17). لذلك كن حكيماً وتصالح مع الله حالاً!
محبَّتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز